جواب هذا السؤال يختلف باختلاف الناس، فإن كانت الحافظة قوية وتسعف هذا الطالب بمعنى أنه ينتهي ويَفرغ من حفظ القرآن في مدة يسيرة فكونه يضمن الحفظ لا شك أنه أولى وأحوط وأكمل، ثم يرجع بعد ذلك إلى العلوم الأخرى، لكن إذا كانت الحافظة ضعيفة ولا يستطيع أن يحفظ قدرًا كبيرًا من القرآن وسوف تطول عليه المدة وتعوقه عن تحصيل العلم فلا شك أنه يوزِّع الوقت بين القرآن وبين العلوم الأخرى، فيجعل للقرآن نصيبًا، وليكن إن أمكن قبل صلاة الصبح وهو أولى، أو بعد صلاة الصبح إلى انتشار الشمس، ثم باقي الوقت يوزعه على العلوم الأخرى.
والطريقة عند أهل العلم تختلف بين المشارقة والمغاربة، فالمغاربة كما قرر ابن خلدون في مقدمته يُضمِّنون الطالب حفظ القرآن، بحيث لا يلتفت إلى أي علم حتى يفرغ من حفظ القرآن، والمشارقة يلزمونه بحفظ ما يُحتاج إليه وليكن المفصَّل، ثم بعد ذلك يُدخِلون عليه العلوم الأخرى ويأخذونه بالتدريج مع بقية العلوم، والله أعلم.