إذا كان المقصود الترغيب في قراءة كتاب الله -جل وعلا- فهناك كتب في فضائل القرآن جُمعت فيها النصوص التي تدل على فضل تلاوة كتاب الله، وجاء فيها أحاديث صحيحة وكثيرة، وكتاب فضائل القرآن من (صحيح البخاري) فيه شيء من هذا، وأيضًا بقية كتب السنة جاء فيها الحث على قراءة القرآن، وأُلِّفت كتب خاصة في فضائل القرآن، فالحافظ ابن كثير ألَّف في فضائل القرآن، وقبله أبو عبيد له كتاب (فضائل القرآن)، والنووي في (التبيان)، والقرطبي في (التذكار في أفضل الأذكار)، فهذه كتب مؤلَّفة في هذا، وفي مقدمات التفاسير لا سيما المسندة يذكرون شيئًا من ذلك، فالمسألة متيسرة -ولله الحمد-.
وإن كان الكلام في كتب الترغيب في القراءة عمومًا لكتب العلم وغيرها فلا شك أن الإنسان الذي يحدوه هو الحاجة إلى الشيء، ومادام محتاجًا إلى العلم والتفقُّه فيه، ويعرف فضله وفضل من اتصف به فإنه لا بد أن يقرأ، لكن قد يطرأ عليه فتور في بعض الأوقات وحينئذٍ يُراجع النصوص التي تدل على فضل العلم وحملته، ويراجع أيضًا كتب السير التي تذكر أهل العلم وصبرهم على التحصيل، وسهرهم الليالي، وبذل الأوقات في تحصيل العلم وتأصيله والنظر فيه.