السؤال
أعاني في تعليمي للطلاب مِن تدني الحالة الخلُقية لبعض طلابي، مما يشعرني لحاجتهم إلى تقويم السلوك وتعزيز جانب التربية خاصة التربية الإيمانية والخوف من الله -عز وجل- أكثر من حاجاتهم إلى مفردات المقرر، فأندفع على إثر ذلك لغرس القيم أكثر من شرح الدروس، وهي دروس مقررة، فهل في عملي هذا مراعاة للمصلحة، وتقديم للأولويات؟ وهل أكون بهذا العمل قد برأت ذمتي؟
الجواب
لا شك أنك محتسب، ولا شك أن تعليم الطلاب لأمور دينهم وما يحتاجونه في حياتهم من أمور الدين والدنيا أمر مطلوب، وهو من أهداف التعليم، فمن أهدافه الاهتمام بشأن الدين الذي تنبثق عنه جميع الأعمال؛ لتكون صالحة مستقيمة على الجادة، فيُرَبى الناشئة على الدين والقيم والأخلاق الإسلامية، ويُعلمون ما يحتاجون إليه من مفردات المقررات، فلا يُخِل بالمقرر الذي هو الأصل، ومع ذلك يَحرص على تعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ويُسدِّد ويُقارِب ويُوازِن بين هذه المصالح، فلا يُفرط في المقرر الذي هو الأصل في العملية التربوية ومِن أجلها وُضعتْ هذه المقررات ومِن أجلها وُجد هذا المدرس؛ ليدرس هذه المقررات، لكن مع ذلك يهتم اهتمامًا كبيرًا بأخلاق الطلاب وبدينهم، ويُربيهم على المنهج والسلوك الإسلامي، وعلى منهج النبوة.