السؤال
بعضُ أهل الميت بعد الدفن يقف على القبر ويدعو طويلًا، ويكون الناس مستعجلين؛ للذهاب إلى أعمالهم، وهم في هذه الحال يريدون السلام على هذا الرجل ومواساته ثم الانصراف، فهل فعله هذا صحيح ولو كان فيه مشقةً على المعزِّين؟
الجواب
الأصل أن فعله صحيح، فيُوقف على القبر بقدر ما يُنحر جزور، ويُدعى له، لكن الرفق بالناس ممن ينتظر فراغه من أجل التعزية، ومن باب ترك المشقة عليهم، قد لا يوجد ما يمنع مِن تأخير هذا الدعاء، فإذا تمت التعزية وانصرف الناس يأتي ليدعو لميته، وإن كان الأصل أنه بعد الفراغ من الدفن، لكن المشقة الحاصلة للمعزين والمشيعين لاسيما وأن بعض الأوقات يكون فيها حر شديد، أو برد شديد، فلعلهم يتناوبون الدعاء، فيدعو أول الأمر واحد والثاني ينتظر ويُعزى، وهكذا، فالمشقة على المعزين تُدفع بمثل هذا التناوب، لكن إطالة الدعاء من حيث الأصل مطلوبة.