كتاب بدء الوحي (096)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا يقول: ذكر العيني –رحمه الله- في (عمدة القاري) في كلامه عن حمص، قال: وقال ابن حوقل: هي أصح بلاد الشام تربةً، وليس فيها عقارب وحيات، وقد ذكرتم قول ياقوت في كتابه (في معجم البلدان) عكس هذا القول، فهل من تعقيب؟
كلام يعقوب مُنصب على الهواء والجو، وأن جوها سيئ، وهذا مُنصب على التربة، كونها أصح بلاد الشام يُنافي كون أن هواءها سيئ وفاسد، وكذا لا شك أن فيه شيئًا من المناقضة، فلابد من تحقيق الأمرين، لابد من مزيد البحث في هذا وهذا، ياقوت لا شك أنه له شأنه في معرف البلدان، ولا أحد يُنكر هذا، وابن حوقل إمام وجغرافيٍ على ما قالوا، وكتابه مطبوع، وياقوت مطبوع أيضًا، وتأكد من القولين، وابحث في مصادر أخرى؛ لأن في كلام ياقوت رتب على فساد هوائها التأثير في أخلاقهم، التأثير في أخلاق أهل حمص، والله المستعان.
يقول: من المقرر أن الشفاعة لها شرطان: إذن الله للشافع، ورضاه عن المشفوع –يعني له- هذان الشرطان متفقٌ عليهما، وعليهما الأدلة القطعية { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ... ارْتَضَى }[الأنبياء:28].
طالب:........
نعم.
طالب:........
نعم.
يقول: فهل شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب مستثناةٌ من هذه الشفاعة التي يُشترط لها الشرطان السابقان؟
أما الرضا عن المشفوع له فهذا غير متحقق؛ لأنه مات على الكفر، وأما إذنه للشافع فلا يُمكن أن يشفع النبي –عليه الصلاة والسلام- إلا بعد أن يُؤذن له، ولو شفع من غير إذن ما تحققت الشفاعة.
على كل حال هذه خاصة، شفاعةٌ خاصة بعمه أبي طالب، ويكون يوم القيامة في ضحضاحٍ من نار، وفي روايةٍ «يُلبس نعلين من نار يغلي منهما دماغه، ولولا أنا كان في الدرك الأسفل من النار»، نسأل الله العافية.
طالب:........
نعم.
طالب:........
ماذا فيه؟
طالب:........
نعم، تخفيف حتى التخفيف لابد من الشرطين، لو استأجر إنسانٌ أجيرًا على أن يعمل له عملاً ما، فاستأجر هذا الأجير أجيرًا آخر على أن يعمل هذا العمل، فلابد من استئذان صاحب الأصل؛ لأنه قد يكون له نظر في اختياره هذا الأجير، وأنه يُحسن ويُتقن ما لا يُتقنه غيره، فلابد من استئذانه فإذا أذن فالأمر لا يعدوه.
يقول: أحسن الله إليكم، ما هي صلاة التوبة؟ وما حكمها؟
صلاة التوبة جاء فيها حديثٌ عند الترمذي، وأنه يُصلي ركعتين، والحديث فيه كلام لأهل العلم، لكن قد يشهد له ما ورد في سبب نزول {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}[هود:114] قد يشهد له إذا فعل الإنسان معصية من المعاصي صلى ركعتين يُرجى أن يُغفر له بهاتين الركعتين.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فتتميمًا لشرح الحديث الطويل في قصة هرقل مع أبي سفيان قال: "فلمَّا رأى هرقل نفرتهم، وأيس من الإيمان قال: ردوهم علي، وقال: إني قلت مقالتي آنفًا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه، فكان ذلك آخر شأن هرقل" ثم قال الإمام: "رواه صالح بن كيسان، ويونس، ومعمر عن الزهري".
"لمَّا رأى هرقل نفرتهم" في (المصباح) نفر القوم: أعرضوا وصدوا، ونفروا نفرًا: تفرقوا، ونفروا إلى الشيء: أسرعوا إليه، مثل هُرعوا إليه.
ونفر نَفَرًا أو نَفرًا من باب ضرب. نفر ينفر نفرًا، ضرب يضرب ضربًا في اللغة العالية وبها قرأ السبعة، ما اللغة العالية؟
طالب:........
ما يُكنون عنها بالعالية ولا يُسمونها بالعالية، في اللغة العالية، وبها قرأ السبعة.
ونفر نفورًا من باب قعد، فيه فرق بين باب قعد ونصر، الميزان عندهم فيما يُضم في المضارع نصر ينصر هذا الميزان عند الصرفيين، وهنا قعد يقعد، نفر ينفر، ما الفرق بين قعد ونصر؟ الفرق بين ضرب وبين قعد ونصر واضح، لكن ما الفرق بين قعد ونصر؛ لأنه عدل من نصر إلى قعد؟
طالب:........
نعم.
طالب:........
يعني المصدر نفور، فيكون من باب قعد لا من باب نصر؛ لأن مصدر نصر نصرًا، وقُرئ بمصدرهما في قوله تعالى: {إِلاَّ نُفُورًا}[الإسراء:41] مصدر نفر من باب ضرب، فيكون المصدر نفرًا مثل ضرب، ومصدر قعد قعودًا نفورًا، يقول: قُرئ بمصدرهما في قوله تعالى: {إِلاَّ نُفُورًا}[الإسراء:41] والنفير مثل النفور، والاسم النفر بفتحتين، الاسم ماذا؟ قال: والاسم النفر نفر ينفر نَفرًا، ونفرَ ونَفَرًا يعني اسم المصدر.
"وأيس من الإيمان" قال ابن حجر: في رواية الكشميهني والأصيلي: ويئس بياءين تحتانيتين وهما بمعنى: قنط، والأول مقلوب من الثاني.
ويئس بياءين تحتانيتين كيف تصير بياءين، وهي ياء وهمزة ما يُقال: ييس.
طالب:........
أين؟
ويئس بياءين تحتانيتين لا، ما هو يتكلم عن المضارع يتكلم عما جاء في الرواية أيس ويئس ستة عشر يئس أيس، والرواية الثانية يئس الحاشية ستة عشر.
بياءين تحتانيتين الياء الأولى حقيقية، والحرف الثاني صورته صورة ياء؛ لأن المراد ضبط الكلمة، وأما نطقها فمفروغٌ منه ما تلتبس في النطق، إنما تلتبس في إذا ضبطت بما يُشبهها في الصورة؛ لأن الهمزة التي على ياء صورتها صورة الياء، فكأنها ياء، وقد تُسهَّل فتكون ياءً بمعنى قنط، والأول مقلوبٌ من الثاني وفي مصابيح الجامع وأيس ورؤي يئس، وهما بمعنىً وكأن معناهما انقطاع الطمع.
"من الإيمان" إيمانه هو أو من إيمانهم هم؟
طالب:........
نعم ظاهر السياق أنه يئس من إيمانهم.
"من الإيمان" أي من إيمانهم لِما أظهروه ومن إيمانه؛ لأنه شحَّ بملكه كما قدمنا، وكان يُحب– هذا من (فتح الباري)- أن يُطيعوه فيستمر ملكه ويسلم ويسلم بإسلامه، فما أيس من الإيمان إلا بالشرط الذي أراده، ما يئس من الإيمان أو أيس من الإيمان إلا بالشرط الذي أراده وهو بقاء الملك، وإلا فقد كان قادرًا على أن يفر منهم ويترك ملكه رغبةً فيما عند الله –جلَّ وعلا-، والله الموفق.
"قال: ردوهم علي" في القاموس رده ردًّا ومردودًا ورديدًا صرفه، والارتداد الرجوع، عندنا الصرف والرجوع من الأضداد أم لا؟ رده ردًّا ومردودًا ورديدًا صرفه، والارتداد الرجوع، هل تكون الكلمة من الأضداد أو أن اختلاف المعنى لاختلاف المتعلق فرق بين ردوهم إلي، وردوهم علي، وردوهم عني، معنى ردوهم عني: اصرفوهم عني.
وردوهم إلي وعلي أرجعوهم {رُدُّوهَا عَلَيَّ}[ص:33] الضمير يعود إلى ماذا في سورة ص؟
طالب:........
أو الشمس.
طالب:........
نعم.
طالب:........
ماذا؟
طالب:........
نور الشمس.
طالب:........
أرى ما ترى ما رُدت ليوشع بن نون؟ قالوا: يُخاطب الملائكة لترد الشمس.
على كل حال هذا قيل، أنا ما أقول: إن هذا هو القول الراجح، لكن الإنسان ما يجزم بشيء فيه احتمال آخر؛ لأنه لو قيل لواحد: احلف، حلف إنها الخيل هي التي بالإمكان أن تُرد، الشمس رُدت ليوشع بن نون، ومن يقول بهذا القول يرى أنها رُدت أيضًا لسليمان وصلاها في الوقت، وجاء ما يدل، وإن كان مضعَّفًا عند أهل العلم على أن الشمس رُدت لعلي- رضي الله عنه-.
طالب:........
نعم.
طالب:........
هي غابت {تَوَارَتْ بِالْحِجَاب}[ص:32]، {تَوَارَتْ} عني غابت.
طالب:........
نعم، لا غير هذا، نحن نتكلم على سليمان.
لا أنا أقول: مثل هذه الأقوال؛ ليكون الإنسان على ذكرٍ منها، وإن كانت مرجوحة، لكن كون طالب العلم يعرف مثل هذه الأقوال تُفيده.
والارتداد: الرجوع، ورادَّه الشيء رده عليه، فمعنى "ردوهم علي" أي: أرجعوهم وأعيدوهم علي.
"ردوهم عليّ، وقال" يعني: هرقل لقومه "إني قلت مقالتي آنفًا" يقول النووي: أي قريبًا بالمد وبالقصر آنفًا وأنفًا، بالمد وبالقصر وبالمد أشهر، وبه قرأ جمهور السبعة، قال الكرماني: آنفًا أو قريبًا أو هذه الساعة، والأنف أول الشيء، يعني يُقابله بالنسبة للبهائم "قومٌ هم الأنف"، كانوا يُعيرون بأنهم بنو أنف الناقة، نعم كانوا يُعيرون بهذا مَن الذي دافع عنهم؟ الحُطيئة الهجَّاء المعروف.
قومٌ هم الأنف والأذناب غيره |
فتسابق الناس على بناتهم، في الأول ما كان يقف أحد عليهم، انظر بيت واحد أو شطر بيت؛ ولذا يقول: والأنف أول الشيء وهو بالمد والقصر والمد أشهر، في (التوضيح) لابن الملقن آنفًا أي: قريبًا أو بعجلةٍ أو في أول وقتٍ كنا فيه أو الساعة وكله بمعنىً يعني واحد.
وهو بالمد والقصر والمد أشهر، وبه قرأ جمهور القراء السبعة، وروى البزي عن ابن كثير القصر، قال المهدي: المد هو المعروف.
وفي (المصابيح) أي: قريبًا، وقيل: في أول وقتٍ كنا فيه، وقيل: الساعة، كلام كله متقارب في كلام أهل العلم.
قال القاضي: وكله من الاستئناف والقرب.
إعراب آنفًا، "فقلت مقالتي آنفًا".
طالب:........
نعم.
طالب:........
حال؛ لأنه ليس معناها الوقت.
طالب:........
نعم.
طالب:........
ماذا؟
طالب:........
طيب، هكذا تكون حالًا، أم ظرفًا منصوبًا على الظرفية؟
قال ابن حجر: هو منصوبٌ على الحال، وقال القسطلاني: وهو نُصب على الظرفية أي: قلت مقالتي هذه الساعة حال كوني أختبر أي: أمتحن، وقال العيني: وقد عُلم أن المضارع المثبت إذا وقع حالاً لا يجوز فيه الواو، وقد عُلم أن المضارع المثبت أختبر إذا وقع حالاً لا يجوز فيه الواو، ما تأتي الواو؟
وذات بدءٍ بمضارعٍ ثبت |
|
حَوت ضميرًا ومن الواو خلت |
وذات واوٍ بعدها انو مبتدا |
|
له المضارع اجعلن مسندًا |
"وذات واوٍ" يعني تأتي ذات واو.
يعني إذا وجدت مع المضارع واوًا فلابد من وجود ضمير قبل المضارع؛ لأن المضارع الحال لا يدخل عليه الواو، لكن إذا وجدت واوًا فقدر مبتدأً هنا.
الحافظ قال: هو منصوبًا على الحال، تعقبه العيني بقوله في إعرابه "آنفًا" حال بقول: قلت لا يصح أن يكون حالاً، بل هو نُصب على الظرف؛ لأن معناه ساعة أو أول وقت كما ذكرنا تجيء حالًا أم ما تجيء؟ يعني هل تُبين هيئة أم أنها ما تُبين؟
قلت: وهل هي هيئة فاعل أو هيئة مفعول؟ يعني هل هيئة القائل فتكون حالاً من التاء أو هيئة المقول؛ لأن الحال إنما يُبين هيئة الفاعل أو المفعول، وقد تُبين هيئة المجرور بالحرف، والمضاف إليه بالشروط المعروفة، مررت بزيدٍ قائمًا مجرور، صاحب الحال مجرور، لكن متى يأتي صاحب الحال مضافًا إليه؟
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
هو فاعل لاسم الفاعل، وذاك مفعول لاسم الفاعل.
الإخوان ... الحفظ، الحفظ مهم، ليس أن تحفظ قاعدة وتنساها، احفظ متن يستمر معك إلى نهاية عمرك لو ما كتب الله لك اختلاطًا ولا خرف بعد.
ولا تُجز حالاً من المضاف له |
|
إلا إذا اقتضى المضاف عمله |
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
فيه شيء؟
{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا}[يونس:4].
أو كان جزء ما له أضيفا |
قطعت أصابع يده قائمًا "جزء ما له أضيفا" الأصابع جزء من اليد.
أو مثل جزئه فلا تحيفا |
مثل ماذا؟ {اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}[النحل:123] الملة مثل الجزء من الإنسان.
تحتاجون إلى مراجعة، شرحنا لكم الأجرومية، والظاهر أن ما هنا واحد رجع إلى الأشرطة مرة ثانية، صح، أو ما حضرت؟ فهي موجودة، لكن.....
طالب:.......
أو المفعول ما تجيء جميعًا.
طالب:.......
لا.
طالب:.......
كيف؟
طالب:.......
مَن صاحب الحال؟
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
لكن حال مفردة تأتي لاثنين!! تأتي حال مفردة لاثنين؟! ولا المثال صحيح، لكنه في حكم التوزيع، المثنى في حكم التوزيع.
تعقب العيني ابن حجر في إعرابه "آنفًا" حال بقوله: قلت: لا يصح أن يكون حالاً، بل هو نُصب على الظرف؛ لأن معناه ساعة أو أول وقتٍ كما ذكرنا.
في إعراب القرآن للعكبري، وهو عمدة في هذا الباب، وله مصنفٌ في إعراب الحديث، العكبري له إعراب القرآن واسمه: (إملاء ما مَنَّ به الرحمن) مطبوع طبعات كثيرة، يعني في إعراب القرآن، وله مُصنَّفٌ في إعراب الحديث.
في إعراب القرآن للعكبري "آنفًا" ظرف أي: وقتًا مؤتنفًا، وقيل: هو حالٌ من الضمير في قال أي: مؤتنفًا، فجوَّز أن يكون حالاً، لكن هل وقوع آنفًا في الآية مثل وقوعها في الحديث؟ لنحتاج إلى مثل هذا، ما ننقل نقلًا ونحن ما... صح أم لا؟ لأنه قد يكون موقع الكلمة في الآية غير موقع الكلمة في الحديث.
ثم نرد على العيني وكلامه متجه، فهل موقع {مَاذَا قَالَ آنِفًا}[محمد:16] مثل ما عندنا هنا، فقد ....؟ "وقال: إني قلت مقالتي آنفًا" يعني إعراب العكبري لآنفًا في الآية يتفق مع موقع آنفًا في الحديث؟
طالب:.......
نعم، حتى في شراح الحديث قالوا عن آنفًا في الحديث: مؤتنف بعضهم.
طالب:.......
ماذا؟
طالب:.......
أن يكون حالاً.
وقيل: هو حالٌ من الضمير في قال أي: مؤتنفًا.
"أختبر بها" أي بالمقالة "شدتكم" أي رسوخكم، وضُمِّن معنى الحرص، فعُدي بعلى "شدتكم"، تعدى بـعلى الفعل شدَّ أو اشتد.
طالب:.......
نعم.
الغضب على، ما هو اشتد على، على متعلقة بالغضب ما له علاقة باشتد.
المقصود أنني قلت: وضُمِّن معنى الحرص فعُدي بعلى؛ لأنه قد يقول قائل: إن الشدة ما تُعدى بعلى.
"على دينكم فقد رأيت شدتكم" فحذف المفعول للعلم به مما سبق زاد في التفسير "فقد رأيت منكم الذي أحببت".
"فسجدوا له" قال القسطلاني: سجدوا له حقيقةً على عادتهم لملوكهم، أو قبَّلوا الأرض بين يديه؛ لأن ذلك ربما كان كهيئة السجود، إذا قبَّلوا الأرض فقد سجدوا.
"فسجدوا له ورضوا عنه" قال في (المصباح): رضيت الشيء، ورضيت به رضًا اخترته، وارتضيته مثله، ورضيت عن زيدٍ، ورضيت عليه لغةٌ لأهل الحجاز، والرضوان بكسر الراء وضمها لغة قيسٍ وتميم بمعنى الرضا، وهو خلاف السُّخط، هل كلامه صحيح مُطابق للواقع أو مُخالف للواقع؟ يعني ظاهر كلامه هل هو موافق لِما في باطنه أو مُخالف؟ هل بالفعل أراد أن يختبر شدتهم على دينهم أو قال ذلك لمَّا خشي على نفسه وعلى ملكه؟
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
يعني آثر الدنيا، آثر المُلك.
"فكان ذلك آخر" من نصب خبر كان، قال الكرماني: هو الصحيح من الرواية.
"وهو آخر شأنه" أي: في حال النبي –صلى الله عليه وسلم- وقصته، يعني فيما يتعلق بشأنه في حال النبي -عليه الصلاة والسلام-.
لكن هل معنى هذا أنه خلاص هذا "آخر شأن هرقل" أي: أنه مات، ولا حصلت له وقائع ولا حوادث أخرى بعد هذا؟ لا، "فكان ذلك آخر شأن هرقل" فيما يتعلق بهذه القصة خاصةً أو فيما يتعلق بالإيمان، فإنه وقعت له أمور يعني في الإيمان من حيث التردد هل يؤمن أو لا، وفي النهاية آثر ملكه فلم يُؤمن، أو فيما يتعلق بالإيمان، فإنه وقعت له أمورٌ من تجهيز الجيش إلى مؤتة وتبوك ومحاربته للمسلمين، وهذا يدل ظاهره على استمراره على الكفر، لكن يحتمل مع ذلك أنه كان يُضمر الإيمان ويفعل المعاصي؛ مراعاةً لملكه، وخوفًا من أن يقتله قومه إلا أن في مسند أحمد أنه كتب من تبوك إلى النبي –عليه الصلاة والسلام- : إني مسلم، قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «بل هو على نصرانيته».
وهذه مسألة أُشيرَ إليها فيما سبق، وهو أنه هل يكفي أن يقر الإيمان في القلب من غير تلفظ؟ هل ينفع في الآخرة التصديق الجازم القاطع اليقيني بالله وملائكته وكتبه ورسله وغيرها من أركان الإيمان، هل ينفع من غير نطق أم ما ينفع؟
أما بالنسبة للدنيا، فهذا أمرٌ مفروغٌ منه، يُعامل معاملة الكفار مهما كان، ومهما وُجِد في قلبه من إيمانٍ قوي؛ لأن النبي –عليه الصلاة والسلام- يقول: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا»، وفي روايةٍ «حتى يشهدوا»، فالذي لا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله هذا مهما كان في قلبه من إيمان هذا في الدنيا لا ينفعه، ويُعامل معاملة الكفار.
وأما بالنسبة لأمر الآخرة، فالخلاف موجودٌ بين أهل العلم، رجَّح بعضهم أن الحكم مُعلق بالنطق في الدنيا والآخرة، وبعضهم قال: أحكام الدنيا لنا الظاهر، والله –جلَّ وعلا- يتولى السرائر، وجعله ينتفع بإيمانه الذي لم ينطق به في الآخرة.
الآن هو مُطالب بالنطق بالشهادتين فلم ينطق، الذي نطق بالشهادتين، ثم نطق بما يُخالفهما مُكرهًا، هذا ما نطق بالشهادة خوفًا على نفسه، وقر الإيمان في قلبه أو ما تمكَّن، هذا ما تمكَّن من النطق، وذاك نطق، ثم نطق بما ينقض خوفًا على نفسه، هل هناك فرق أم ما فيه؟
طالب: ..........
نعم، باعتبار...
طالب:.......
الأصل فيه الكفر، والثاني الذي نطق ثم نطق بضده الأصل فيه الإسلام، ثم ننظر لماذا نطق إن كان مُكرهًا، وقلبه مُطمئنٌ بالإيمان ما يضر، وإن كان نطق من غير إكراه، فهذا يضره سيرتد، نسأل الله العافية.
ماذا عن الأبكم؟ الذي لا يستطيع النطق، وقر الإيمان في قلبه، لكن ما يستطيع النطق، لكن لابد من أن يوجد قرائن تدل على أنه مُقر بالإيمان باطنًا، ومعتقد الإيمان في باطنه ولو لم نطلع عليه ولم يتمكن من النطق؛ لأنه ممنوع، وليس بممتنع، وفرقٌ بين الممنوع خِلقة، وبين الممتنع الذي وقر الإيمان في قلبه مثل القصة التي رددناها كثيرًا الطالب الإفريقي الذي له زميل نصراني، وقر الإيمان في قلبه، وطلب منه أن يذهب به إلى شيخ يُسلم على يديه ذهب به إلى عالم يُسلم على يديه، لمَّا وصلوا إليه قال: الآن باقٍ ربع ساعة على الصلاة، صلاة الظهر، نتجهز للصلاة، إذا صلينا لقنَّاه الشهادة، يقول: خرجنا من عنده، فإذا عند بابه تبادل إطلاق نار فقُتل ولم ينطق بالشهادتين، وقد مشى مسافة طويلة ليُسلم، وأخبر عن نفسه أنه جازم وعازم على الإسلام، هذا في الدنيا يُعامل معاملة الكافر، وفي الآخرة الله يتولاه لاسيما وأن العلامات ظاهرة على ما وقر في قلبه.
لكن هذا الحرمان من هذا الشخص، يعني ربع ساعة باقية على الصلاة، يعني لو أن الصلاة تُقام، وأُذِّن للجمعة، والخطاب اتجه اسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع، ما تُلقنه الشهادة؟ يُلقنه الشهادة مهما كان، هذا أمر عظيم، ليس بالسهل، ما هي مسألة بيع وشراء ولا أمور دنيا، مسكين انحرم، واختلف العلماء فيه هل دخل في الإسلام أم لا؟ من أجل أن يقول: باقٍ ربع ساعة نتجهز للصلاة.
وهذا يحصل له نظائر كثيرة فيما دون الأصل، فيما دون أصل الإيمان يأتي من يقول: أنا أُريد أن أتعلم الوضوء، علمني الوضوء قال: والله حان وقت الصلاة إذا صلينا تأتي ونخليك تتوضأ، وأمثلته كثيرة.
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
نعم، مثل تصرفاته كلها عمل على تصرفاته، إذا كان يكتب فالكتابة تقوم مقام النطق بلا خلاف إذا كان يكتب، وإذا كان لا يكتب فالإشارة المُفهِمة تقوم مقام النطق، أما الإشارة عندهم فبرعوا فيها، أمور لا تُتخيل، ووصلوا إلى حد فاقوا فيه كثيرًا ممن ينطق أو يسمع صار عندهم معرفة، وعندهم قدرة على التعلم، وعلى التعليم، ويُوجد شخص أصم أبكم أعمى، هذا كيف يتعلم هذا؟ عن طريق اللمس، لمس اليد، حضر مجلسًا كنا موجودين، فألقى موعظة -لا ينطق ولا يُبصر ولا يسمع- موعظة أثرت في الحاضرين بمقاله لا بحاله، حاله مؤثرة لو لم ينطق، لكن بمقاله الذي تُرجم للحاضرين تأثروا، ودل على متابعةٍ دقيقة للأحداث وأحوال المسلمين.
وكثيرٌ ممن وهبه الله النِّعم المتوافرة المتظاهرة يُبصر ويسمع ويتكلم، وعنده الأهلية، عنده الفهم، وعنده الحفظ، ومع ذلك كالأنعام، بل هم أضل، نسأل الله العافية.
هؤلاء عندهم حرص شديد، وعندهم غيرة، عندهم صفات قد لا توجد في كثيرٍ من.. ذابت عنده هذه المعاني بسبب النِّعم التي مُنِحوها، يعني كونه لا يسمع صحيح أنها خسارة وكارثة بالنسبة لمن يستعمل هذه النِّعمة فيما يُرضي الله، لكنها بالنسبة لِما يستعملها فيما لا يُرضي الله عدمها هو النِّعمة، وقل مثل هذا في بقية النِّعم.
طالب:.......
العمل، جنس العمل شرط صحة، وتفاصيله شرط كمال، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ ابن باز في مقابلةٍ مع مجلة الحكمة سُئل –رحمه الله- عمن يقول: إن العمل شرط كمال، فقال: هذا قول المُرجئة، مع أن ابن حجر قاله وسيأتي -إن شاء الله- في بداية كتاب الإيمان.
العذر بالجهل، ماذا فيه؟
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
العذر بالجهل بلا شك من مقرر الشريعة، الجاهل الذي لا يعرف عن الدِّين شيئًا {لأُنذِرَكُم بِهِ}[الأنعام:19]، {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا}[الإسراء:15] هذا الجاهل الجهل المُطبق الذي لم يسمع بالرسالة، هذا يُعذر حتى يبلغه الكلام، ويكون حكمه حكم أهل الفترة لو مات، والأقوال في أهل الفترة عند ابن القيم –رحمه الله- في (طريق الهجرتين) في آخره جمع جميع الأقوال فيهم.
عندنا جهل وحُجَّة فلابد من بلوغ الحُجَّة، المرتبة الثانية فهم الحجة، العربي الذي يفهم كلام الله وكلام رسوله لا يلزم أن يفهم الحجة {لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}[الأنعام:19] خلاص، بلغتك الحجة انتهى الإشكال، لكن الأعجمي ومن في حكمه من بعض من ينطق العربية وهو لا يفهم معاني النصوص، فهذا لابد أن يُبين له فهم الحُجَّة.
يبقى شيء واحد وهو زوال المانع من قبول الحُجَّة، هل يلزم زوال المانع من قبول الحُجَّة؟ سمع الحُجَّة وفهم الحُجَّة، لكن عنده ما يمنع، يطوف على قبر مثلاً ويدعوه من دون الله، وتورد عليه النصوص ويفهم، وأقوال أهل العلم ويفهم، تقول له: قال فلان، قال فلان، يقول لك: نعم أنت عندك ابن تيمية، لكن أنا عندي مثله أو أشد، عندك ابن باز وأنا عندي الشيخ الفلاني أشد، فهذا بالنسبة لعامة المسلمين مانع من قبول الحجَّة، وهذا ليس بشرط اتفاقًا؛ لأن بعضهم تقول: والله...المولد بدعة، يقول مِن مطلعنا، ومن قرون والناس يتوارثون، والقصد من هذا تعظيم الرسول، وجاءت النصوص بتعظيمه، وأفتى فلان وفلان بجوازه، وأنت تقول له: أفتى فلان وفلان، يقول لك: أنت عندك علماء وأنا عندي علماء، هذا مانع من قبول الحُجَّة، وليس بشرط للمؤاخذة.
طالب:.......
ما يُعذر مادام يفهم وتُلقى إليه النصوص.
يبقى مسألة النصوص وتعارض النصوص، وعنده ما يدفع به النصوص التي تورد هذا شيء آخر، مسائل الترجيح بالمسائل العلمية معروف، لكن يبقى أنه إذا قيل له: أن تطوف على قبر، وتدعو المقبور من دون الله، والله –جلَّ وعلا- يقول: والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول، والعالم الفلاني أفتى، وابن تيمية قال، وابن باز قال، قال: يا أخي أنت عند ابن تيمية وأنا عندي السبكي وغيره، أو غير السبكي في مسائل كثيرة، يعني كونه أرجح عندك أنا هذا أرجح عندي.
وهذه معضلة، زوال المانع من قبول الحُجَّة المانع هذا مؤثر في كثيرٍ من الأقطار {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُون}[الزخرف:22] نعم مسألة التقليد هذا التقليد والتعصب لأراء الرجال حرم كثيرًا من الناس من قبول الحق.
طالب:.......
كيف يُعذر وما بُلِّغ، مات ولا بُلِّغ؟
طالب:.......
يعني هل الأصل فيهم الشرك، وعذرهم في كون الحُجَّة ما بلغتهم أن ينتفعوا بذلك في الآخرة، أو هم ماداموا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولا يعرفون ما ينقضها فيدخلون في «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا، وقد قالوا»
طالب:.......
وهو يطوف يقول: لا إله إلا الله محمدًا رسول الله.
على كل حال مسألة بلوغ الحُجَّة لابد منها.
قال: إلا أن في مسند أحمد أنه كتب من تبوك إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- : إني مسلم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بل هو على نصرانيته».
في (فتح الباري) قوله: "فكان ذلك آخر شأن هرقل" أي: فيما يتعلق بهذه القصة المتعلقة بدعائه إلى الإيمان خاصةً، لا أنه انقضى أمره حينئذٍ ومات، أو أنه أطلق الآخرية بالنسبة إلى ما في علمه، وهذا أوجَه؛ لأن هرقل وقعت له قصصٌ أخرى بعد ذلك.
يقول ابن حجر: منها ما أشرنا إليه من تجهيزه الجيوش إلى مؤتة، ومن تجهيزه الجيوش أيضًا إلى تبوك، ومُكاتبة النبي –صلى الله عليه وسلم- له ثانيًا، وإرساله إلى النبي –صلى الله علي وسلم- بذهبٍ فقسمه بين أصحابه كما في رواية ابن حبان التي أشرنا إليها قبل، وأبي عبيد، وفي المسند من طريق سعيد بن أبي راشد التنوخي رسول هرقل.
قال: قدم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تبوك، فبعث دحية إلى هرقل، يقول: وفي المسند من طريق سعيد بن أبي راشد التنوخي رسول هرقل، قال: قدم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تبوك، فبعث دحية إلى هرقل، فلمَّا جاءه الكتاب دعا قسيسي الروم وبطارقتها، فذكر الحديث، قال: فتحيروا حتى إن بعضهم خرج من برنسه، فقال: اسكتوا، فإنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم.
هذا سعيد بن أبي راشد التنوخي رسول هرقل رأى النبي –عليه الصلاة والسلام-، لكن حال كونه كافرًا، تثبت له الصحبة بذلك؛ لأنه أسلم فيما بعد؟ لا تثبت له الصحبة، بل هو مُخضرم يعني من طبقات كبار التابعين يصير.
أهل العلم يقولون: صحابي روايته مرسلة، وتابعي روايته متصلة تجيء أم ما تجيء؟ صحابي روايته مرسلة، وتابعي روايته متصلة.
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
التنوخي هذا تابعي، وروايته متصلة سمع من النبي –عليه الصلاة والسلام- وأدى بعد ذلك، فروايته متصلة وهو تابعي.
طالب:.......
عائشة روت بدء الوحي كما تقدَّم، يعني ما يرويه صغار الصحابة من قصص وأحداث وأقوال للنبي –عليه الصلاة والسلام- ما سمعوها، ولا رأوها، ولا شاهدوها هذا مرسل، لكنه مرسل صحابي، ويختلف مرسل الصحابي عن مرسل غيره، بل حتى نقل بعضهم الاتفاق على قبول مراسيل الصحابة
أما الذي أرسله الصحابي |
|
فُحكمه الوصل على الصواب |
يعني خالف من خالف قال: كغيرهم قد يروون عن تابعي، والتابعي فيه الاحتمالات أنه ثقة أو غير ثقة، لكن عامة أهل العلم على أن مراسيلهم مقبولة، حتى إن ابن عباس قيل الغزالي وغيره قالوا: إن ابن عباس ما روى عن النبي –عليه الصلاة والسلام- بغير واسطة إلا أربعة أحاديث، يعني على كثرة ما رواه، ما في حديث بدون واسطة إلا أربعة، لكن الحافظ ابن حجر، قال: تتبعت روايات ابن عباس التي نص فيها وصرَّح فيه بسماعه من النبي –عليه الصلاة والسلام- فوقفت مما صحَّ أو حسُن على نحوٍ من أربعين ما هي بأربعة على نحوٍ من أربعين، هذا صرَّح فيه، قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
نعم ما فيه شك، مثل ما لو أسلم في عصر النبي –عليه الصلاة والسلام- حديث جبير بن مطعم لمَّا جاء في فداء بدر كان مشركًا، فسمع النبي –عليه الصلاة والسلام- يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور، القصة مُخرَّجة في الصحيحين، قال: وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي.
المقصود أنه تحملها قبل إسلامه، لكن التحمل لابد من الشروط الكاملة لابد من توافر الشروط عند الأداء أما عند التحمل، فيُقبل تحمل الكافر وتحمل الفاسق، وتحمل الصغير يُقبل، لكن عند الأداء لابد من توافر الشروط.
قال: فتحيروا، حتى إن بعضهم خرج من برنسه، فقال: اسكتوا فإنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم.
وروى ابن إسحاق عن خالد بن بشار عن رجلٍ من قدماء الشام أن هرقل لمَّا أراد الخروج من الشام إلى القسطنطينية، أين هي القسطنطينية؟
طالب:.......
تركيا.
وهذا اسمها الآن اسطنبول، في إفريقيا في الشمال الإفريقي ما أدري في ليبيا، أم في الجزائر؟
طالب:.......
لا.
طالب:.......
قسنطينة –ما أدري إيش- المقصود أنها قريبة منها جدًّا.
طالب:.......
نعم.
طالب: قسطنطينة.
قسطنطينة الله أعلم، المقصود أنها الشيء بالشيء يُذكر.
إن هرقل لمَّا أراد الخروج من الشام إلى قسطنطينية عرض على الروم أمورًا: إما الإسلام، وإما الجزية، وإما أن يُصالح النبي –عليه الصلاة والسلام- ويبقى له ما دون الدرب فأبوا، وأنه انطلق حتى إذا ما أشرف على الدرب استقبل أرض الشام، ثم قال: السلام عليكِ أرض سوريا –مُودِّع-، السلام عليك أرض سوريا يعني الشام تسليم المودِّع، ثم ركض حتى دخل القسطنطينية.
الآن سوريا يعني الشام يعني القطر الأعم الذي يشمل سوريا وغير سوريا، الشام كان يُطلق على كل ما كان شمال جزيرة العرب كله شام، ثُم بعد ذلك قُسِّم وفُتت الشام إلى دول منها الكبيرة ومنها الصغيرة، سوريا والأردن دول كبيرة، وفلسطين ولبنان دويلات صغيرة.
المقصود أن هذه خطط الأعداء، الأمة إذا اجتمعت لن يقف في وجهها أحد، فلمَّا حصل هذا التفتيت، وهذا التشتيت، ووُزِعت وتوزعَت الجهود سهُل القضاء عليهم وإخضاعهم، فسوريا بالاصطلاح الجديد جزء من الشام، والشام بالتعبير العرفي الشام جزء من سوريا؛ لأنهم يطلقون الشام ويُريدون به دمشق.
النجوم الزاهرة في تاريخ مصر والقاهرة مثل حسن المحاضرة، يعني هل كانت مصر شاملة للإقليم كاملًا، أو أنها تُطلق على نواحي وبعضها لا يُطلق عليها مصر؛ ولذلك عطفوا، قالوا: مصر والقاهرة.
طالب:.......
نعم، الفاطميين، العُبيديين طيب.
طالب:.......
التأليف بعد بناء القاهرة، يعني أنت إذا قلت: تاريخ مصر وسكت، هل يُفهم من هذا دخول القاهرة أم ما يُفهم؟ الاصطلاح ماشٍ، الاصطلاح الجديد معروف؛ لأنها من مدن مصر فداخلة، لكن في الاصطلاح القديم تدخل أم ما تدخل؟ ما تدخل، مصر شيء، والقاهرة شيءٌ آخر.
طالب:.......
نعم، على بعض النواحي الفسطاط وغيرها.
يقول ابن حجر: واختلف الإخباريون هل هو الذي حاربه المسلمون في زمن أبي بكرٍ وعمر هرقل المذكور في القصة والذي حصل له في غزوة تبوك وغزوة مؤتة ما حصل، هل هو الذي حاربه المسلمون بعد النبي –عليه الصلاة والسلام- في زمن أبي بكرٍ وعمر أم غيره أم ابنه؟
طالب:.......
نعم يقول: والأظهر أنه هو -يعني عُمِّر- إنه هو، طيب لمَّا راح القسطنطينية والتفت على أرض الشام استقبل أرض الشام، ثم قال: السلام عليك يا أرض سوريا، متى هذا؟
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
يعني بعد إيش؟
طالب:.......
يعني بعد عمر؟
طالب:.......
روى ابن إسحاق عن خالد بن بشار عن رجلٍ من قدماء الشام إن هرقل لمَّا أراد الخروج من الشام إلى القسطنطينية عرض على الروم أمورًا: إما الإسلام، وإما الجزية، وإما أن يُصالح النبي –صلى الله عليه وسلم- وما فيه شك أن الحروب في عهد أبي بكر وعمر، وتمام فتوح الشام...هو هرب، هو أو غيره ممن تولى عليهم هو أم ابنه؟ يُفترض أنه هرب.
أما في عهد النبي –عليه الصلاة والسلام- هل تم فتح الشام؟ كيف هرب من أرض الشام إلى القسطنطينية وهي ما فُتِحت، ما استولى عليها المسلمون؟! وهو يقول: عرض على الروم أمورًا: إما الإسلام، وإما الجزية، وإما أن يُصالح النبي –صلى الله عليه وسلم-، على كل حال هو من رواية ابن إسحاق، وهو إمام في هذا الباب في باب المغازي إمام، لكن قال: عن رجلٍ.
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
مَن هو؟
طالب:.......
ماذا فيه؟
طالب:.......
نعم، قالوا، لكن هل ملك في وقته؟
طالب:.......
طيب يملك ويهرب وهو ما بعد جاء شيء.
طالب:.......
على كل حال هذه القصة فيها عن رجلٍ من قدماء الشام، وهو مجهول، القصة ضعيفة على كل حال.
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
بعد ماذا؟
طالب:.......
بعد مؤتة، لكن بعد مؤتة حصل شيء دخل المسلمون الشام؟
طالب:.......
يهرب لماذا؟
طالب:.......
ما أدري، لكن أظن هروبه يوم دهمه المسلمون ووصلوها.
طالب:.......
نعم.
طالب:.......
ماذا؟
طالب:.......
لا، لكن الذي يُمكن أن يُقال: قبل دخول المسلمين أرض الشام، وانتصارهم وغلبتهم عليها، ما الذي يدعوه إلى الفرار؟
طالب:.......
لا..لا.
هذا كتب يقول: "فكان ذلك آخر شأن هرقل" أي: فيما يتعلق بهذه القصة المتقدمة، بدعائه إلى الإيمان خاصةً؛ لأنه انقضى أمره حينئذٍ ومات.
لا، لا أنه انقضى أمره حينئذٍ ومات، بقي بعدها مُددًا.
مَن الذي كتب الورقة هذه؟
طالب:.......
ما الطبعة التي معك؟ الريان. لا، ما هي بشيء.
أعطنا يا أبا عبد الله (فتح الباري) الأول. لا..لا سيئة الطبعة التي يُسمونها الثالثة من فتح الباري لا شيء، نعم حتى الثانية الثالثة مصورة عنها السلفية.
طالب:.......
الطبعة السلفية الثانية وما صُوِّر عنها التي يسمونها ثالثًا، وريان، وما أدري إيش، كل هذه...
"فكان ذلك آخر شأن هرقل" أي: فيما يتعلق بهذه القصة المتعلقة بدعائه إلى الإيمان خاصةً لا أنه انقضى أمره حينئذٍ ومات، ومع ذلك أجد أخطاء في هذه الطبعة، وهو راجع بولاق وصحح، يبقى أن القديم هو القديم.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد.
"