شرح العقيدة الطحاوية (51)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
"بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى:
فالحاصل أن حالة اقتران الإسلام بالإيمان غير حالة إفراد أحدهما غير حالة إفراد أحدهما عن الآخر فمثل الإسلام من الإيمان كمثل الشهادتين إحداهما من الأخرى فشهادة الرسالة غير شهادة الوحدانية فهما شيئان في الأعيان وإحداهما مرتبطة بالأخرى في المعنى والحكم كشيء واحد كذلك الإسلام والإيمان لا إيمان لمن لا إسلام له ولا إسلام لمن لا إيمان له إذ لا يخلو المؤمن من إسلام به يتحقق إيمانه ولا يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه."
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الإسلام والإيمان على ما تقدم في تعريفهما فيهما من النسب التداخل لا التباين لأن النسب إما أن تكون إذا كانت بين اثنين فالنسبة إما أن تكون متباينة كما بين الصلاة والزكاة فيه تداخل بين الصلاة والزكاة؟ وإما تداخل كالشهادتين فإن شهادة أن محمدًا رسول الله داخلة في شهادة أن لا إله إلا الله وهناك من النِّسب غير ذلك لكن الذي يهمنا من هذه النسب نسبة التداخل ويبحث العلماء في مصطلح الحديث ما بين الحسن والصحيح يشملهما القَبُول فهل هما متباينان أو بينهما نوع تداخل وتوافق؟ لا شك أن بينهما نوع توافق يتفقان في الصحيح لغيره إذ مفرداته من قبيل الحسن ويتباينان في الصحيح لذاته والحسن لغيره هذا تقريب عندنا الإسلام والإيمان بينهما نوع تداخل ولا شك أن كل مؤمن مسلم هل يتصور مؤمن غير مسلم؟ لا، ولا يتصور مسلم بالمعنى الأعم غير مؤمن إذ الإيمان شرط لقبول الأعمال كلها فلا يقبل إسلام من غير إيمان وتصديق ويقين ما يتصور شخص يعمل الأركان ولا يؤمن بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله إلى آخر أركان الإيمان التي سيأتي ذكرها على كل حال مثل ما قال المؤلف رحمه الله فالحاصل أن حالة اقتران الإسلام بالإيمان غير حالة إفرادهما عن الآخر يعني لو أفرد أحدهما عن الآخر دخل فيه ونظّروا لذلك بالفقير والمسكين يعني إطعام عشرة مساكين إذا قلنا أن الفقير غير المسكين في حال الإفراد ثم جاء المسكين لا يجوز أن نطعم عشرة فقراء؟! لا، كما أنه إ ذا جاء ذكر الفقير دخل فيه المسكين وإن كان دخول الفقير أولي لأنه حاجة من المسكين عند جمهور أهل العلم خلافًا للحفية الذين يرون أن المسكين أشد حاجة.
"ونظائر ذلك في كلام الله ورسوله وفي كلام الناس كثيرة أعني في الإفراد والاقتران منها لفظ الكفر والنفاق فالكفر إذا ذكر مفردًا في وعيد الآخرة دخل فيه المنافقون."
لأنهم في الحقيقة كفار هم يعلنون الشهادتين ويصلون مع الناس في الظاهر لكن في الباطن هم كفار لا يؤمنون بها حقيقة.
"كقوله تعالى {وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة المائدة:5] ونظائره كثيرة وإذا قرن بينهما كان الكافر من مَن أظهر كفره والمنافق من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه وكذلك لفظ البر والتقوى ولفظ الإثم والعدوان ولفظ التوبة والاستغفار ولفظ الفقير والمسكين وأمثال ذلك ويشهد للفرق بين الإسلام والإيمان قوله تعالى {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} [سورة الحجرات:14] إلى آخر السورة وقد اعترض على هذا بأن معنى الآية قولوا أسلمنا أي.."
انقدنا..
"انقدنا بظواهرنا فهم منافقون في الحقيقة وهذا أحد قولي المفسرين في هذه الآية الكريمة وأجيب بالقول الآخر ورُجِّح وهو.."
إذًا كلامهم أسلمنا هذه دعوى لأنهم لم يؤمنوا في الباطن قالوا الكلمة بلسانهم وزعموا أنهم مسلمون والحقيقة أنهم كفار فكيف يلقنون من قبل الله جل وعلا أن يقولوا أسلمنا وهم في الحقيقة غير مسلمين؟! فالقول الثاني هو المرجَّح كما يذكره المؤلف.
"وهو أنهم ليسوا بمؤمنين كاملي الإيمان لا أنهم منافقون."
لأن الله لقنهم قولوا أسلمنا والمنافق ليس بمسلم وإن أظهر الإسلام فكما أنه ليس بمؤمن لعدم اعتقاده فهو كذلك غير مسلم لأن ما يفعله في الظاهر باطل وجوده كعدمه.
"كما نفى الإيمان عن القاتل والزاني والسارق ومن لا أمانة له ويؤيد هذا.. ويؤيد هذا سباق الآية وسياقها.."
يعني ما تقدمها من الآيات ما سبقها من الآيات وسياقها أيضًا نعم.
"فإن السورة من أولها إلى هنا في النهي عن المعاصي وأحكام بعض العصاة ونحو ذلك وليس فيها ذكر المنافقين ثم قال بعد ذلك {وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً} [سورة الحجرات:14] ولو كانوا منافقين ما نفعتهم الطاعة ثم قال {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [سورة الحجرات:15] الآية يعني والله أعلم أن المؤمنين الكاملي الإيمان هم هؤلاء لا أنتم بل أنتم منفي عنكم الإيمان الكامل يؤيد هذا أنه أمرهم أو أذن لهم أن يقولوا أسلمنا والمنافق لا يقال له ذلك ولو كانوا منافقين لنُفي عنهم الإسلام كما نفي عنهم الإيمان ونهاهم أن يمنوا بإسلامهم فأثبت لهم إسلامًا ونهاهم أن يمنوا به على رسوله ولو لم يكن إسلامًا صحيحًا لقال لم تسلموا بل أنتم كاذبون كما كذبهم في قولهم {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [سورة المنافقون:1] والله أعلم بالصواب."
{وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [سورة التوبة:107] كذبهم الله في دعواهم بشهادتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأن شهادتهم لو كانت صحيحة حقيقية ما كذبوا ولعملوا بمقتضاها ومقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر هؤلاء لا يصدقونه ولا يطيعونه وإن أطاعوه في الظاهر في قوله ج لوعلا {وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً} [سورة الحجرات:14] في التعليق يقول في الأصل لا يأتلتكم لا يأتلتكم.
لا يألتكم لا يألتكم يا شيخ..
لا يألتكم نعم لا يألتكم.
طالب: ...........
يالتكم؟ يالتكم الأصل من ألت يلت من ألت يلت ما فيها همزة؟ من ألت يلت.
طالب: ...........
شوف وش يقول في الحاشية؟ لا يألتكم قراءة أبي عمرو من ألت يألت ألِتا أو ألْتا من ضرب يضرب ضربًا قال وحجته إجماع الجميع على قوله {وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} [سورة الطور:21] فرد ما اختلف فيه إلى ما أجمع عليه أولى وقرأ الباقون يلتكم من لات يلت وحجتهم اتباع مرسوم المصحف وذلك أنها مكتوبة بغير ألف قال الفراء وهما لغتان وقال الزجاج معناهما واحد والمعنى لا ينقصكم والمعنى لا يختلف لكن أنا قصدي من قراءة التعليق أننا ننظر في قراءة الشارح يقرأ بقراءة مَن؟ لأنه في الأصل لا يلتكم سواء كانت بهمزة أو بغير همزة غير القراءة المثبتة فبم يقرأ الشارح؟ يُنظر في قراءته في الأصل فيما يعتمده من القراءة مثل ما قلنا بالنسبة للقرطبي وابن كثير وتعديل ما في الكتاب على قراءة من طبع الكتاب هذا ما هو بصحيح هذا تصرُّف فإذا كانت القراءة من القراءات السبع وهي المعتمدة عند المؤلف تبقى كما هي.
"وينتفي بعد هذا التقرير والتفصيل دعوى الترادف وتشنيع من ألزم بأن الإسلام."
يعني دعوى الترادف قال بها جمع من الأئمة الإسلام هو الإيمان والإيمان هو الإسلام وذكرنا أن الإمام البخاري ومحمد بن نصر المروزي ممن يقول بذلك.
"وتشنيع من ألزم بأن الإسلام لو كان من الأمور الظاهرة لكان ينبغي ألا يقبل إلا ذلك ولا يقبل إيمان المخلص وهذا ظاهر الفساد فإنه قد.."
لا يقبل إلا ذلك لأن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه لكان ينبغي ألا يقبل إلا ذلك إلا هذه الأصول الظاهرة التي فسر بها الإسلام لا يقبل إلا ذلك لو قيل بأن لو قيل بالترادف.
"وهذا ظاهر الفساد فإنه قد تقدم تنظير الإيمان والإسلام بالشهادتين وغيرهما وأن حالة الاقتران غير حالة الانفراد فانظر إلى كلمة الشهادة فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» الحديث فلو قالوا لا إله إلا الله وأنكروا الرسالة ما كانوا يستحقون العصمة بل لا بد أن يقولوا لا إله إلا الله قائمين بحقها ولا يكون قائمًا.."
يعني لا بد من فهم معناها والعمل بمقتضاها والعمل بمقتضاها لأنه قد يقولها بلسانه وينقضها بفعله أو باعتقاده مثل هذا لا ينفعه النطق بالشهادتين.
"ولا يكون قائمًا بلا إله إلا الله حق القيام إلا من صدّق بالرسالة وكذا من شهد أن محمدًا رسول الله لا يكون قائمًا بهذه الشهادة حق القيام إلا من صدق هذا الرسول في كل ما جاء به فانتظمت التوحيد فانتظمت التوحيد.."
وإذا لم يؤمن بأن محمدًا رسول الله كيف يؤمن بلا إله إلا الله؟! يعني من الذي قال «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» إذا لم يؤمنوا به كيف ينتفع بقوله «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله».
"وإذا ضمت شهادة أن لا إله إلا الله إلى شهادة أن محمدًا رسول الله كان المراد من شهادة أن لا إله إلا الله إثبات التوحيد ومن شهادة أن محمدًا رسول الله إثبات الرسالة كذلك الإسلام والإيمان إذا قرن أحدهما بالآخرة كما في قوله تعالى {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [سورة الأحزاب:35].."
لأن الأصل في العطف أنه يقتضي التغاير هذا الأصل في العطف لكن لا يعني التغاير المباينة ولو تغاير لفظي كما تقدم في كذبًا ومينًا.
"وقوله -صلى الله عليه وسلم- «اللهم لك أسلمت وبك آمنت» كان المراد من أحدهما غير المراد من الآخر وكما قال -صلى الله عليه وسلم- «الإسلام علانية والإيمان في القلب»."
تقدم هذا الحديث وأنه ضعيف."
"وإذا انفرد أحدهما شمل معنى الآخر وحكمه وكما في الفقير والمسكين ونظائره فإن لفظي الفقير والمسكين إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتماع فهل يقال في قوله تعالى {إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} [سورة المائدة:89] أنه يعطى المقل دون المعدم أو بالعكس."
يعطى الفقير دون المعدم إطعام عشرة مساكين أو بالعكس لأنه نظر إلى القولين في المسألة من قال إن المسكين أشد حاجة من الفقير قال لا يعطى الفقير المعدم ومن قال إن الفقير أشد حاجة من المسكين قال يعطى الأخف ويترك المعدَم وهذا لا يقول به أحد.
"وكذا في قوله تعالى {وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} [سورة البقرة:271] ويندفع أيضًا تشنيع من قال ما حكم من آمن ولم يسلم أو أسلم ولم يؤمن في الدنيا والآخرة فمن أثبت لأحدهما حكما ليس بثابت ليس بثابت للآخرة.."
للآخر للآخر للآخر.
"فمن أثبت لأحدهما حكمًا ليس بثابت للآخر ظهر بطلان قوله."
لأنه على حد زعمه يكون بينهما نسبة التباين فيكون الإسلام شيء والإيمان شيء ولا يلتقيان في شيء.
"ويقال له في مقابلة تشنيعه أنت تقول المسلم هو المؤمن والله تعالى يقول {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [سورة الأحزاب:35] فجعلهما غيرين."
لأن العطف يقتضي التغاير.
"وقد قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنًا قال «أو مسلمًا» قالها ثلاثًا."
نعم في حديث سعد في البخاري أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أعطى رهطًا وسعد جالس أعطى رهطا وسعد جالس فقال سعد ما لي أراك أو ما لك عن فلان هذا الذي تُرك يعطى غيره ويُترَك والله إني لأَراه مؤمنًا فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام- «أو مسلمًا» أنت ما لك إلا أن تحكم على الظاهر ما تحكم على الباطن ومع ذلك شُهِد له بالخيرية لأنه وكل إلى إيمانه لأن بعض الناس لو ترك وما أعطي خطر على دينه أن يرتد فيعطى من باب التأليف وأما المؤمن صادق الإيمان فيوكل إلى إيمانه «وإني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه».
"فأثبت له اسم الإسلام وتوقف في اسم الإيمان فمن قال هما سواء كان مخالفًا والواجب رد موارد النزاع إلى الله ورسوله وقد يتراءى في بعض النصوص معارَضة ولا معارَضة بحمد الله تعالى ولكن الشأن في التوفيق وبالله التوفيق وأما الاحتجاج بقوله تعالى {فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } [سورة الذاريات:35-36] على ترادف الإسلام والإيمان فلا حجة فيه لأن البيت المخرَج كانوا موصوفين بالإسلام والإيمان ولا يلزم من الاتصاف بهما ترادفهما."
نعم لأنه متصف بالإيمان متصف بالإسلام، المتصف بالإيمان متصف بالإسلام ولا محالة لكن المتصف بالإسلام لا ينفى عنه مطلق الإيمان وإن نفي عنه الإيمان المطلق لأن في إيمانه نقص.
"والظاهر أن هذه المعارضات لم تثبت عن أبي حنيفة رضي الله عنه وإنما هي من الأصحاب فإن غالبها ساقط لا يرتضيه أبو حنيفة وقد حكى الطحاوي حكاية أبي حنيفة مع حماد بن زيد وأن حماد بن زيد لما لما روي له الحديث لما روي له حديث أي الإسلام أفضل؟ إلى آخره قال له ألا تراه يقول أي الإسلام أفضل؟ قال الإيمان ثم جعل الهجرة والجهاد من الإيمان فسكت أبو حنيفة فقال بعض أصحابه ألا تجيبه يا أبا حنيفة؟ قال بم أجيبه وهو يحدثني بهذا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ومن ثمرات.."
ولا يُسأل بأي إلا ما له شُعب يعني خصال الإسلام أفضل والشيء الواحد لا يسأل عنه بأي لا يسأل عنه الشيء الواحد الذي لا يتجزأ لكن ما له شعب وله خصال يمكن يسأل عنه بأي والمراد السؤال عن خصاله أيها أفضل.
"ومن ثمرات هذا الاختلاف مسألة الاستثناء في الإيمان وهو أن يقول الرجل أنا مؤمن إن شاء الله والناس فيه على ثلاثة أقوال طرفان ووسط منهم من يوجبه ومنهم من يحرمه ومنهم من يجيزه باعتبار ويمنعه باعتبار وهذا أصح الأقوال أما من يوجبه فلهم مأخذان أحدهما أن الإيمان هو ما مات الإنسان عليه والإنسان إنما يكون عند الله مؤمنًا أو كافرًا باعتبار الموافاة وما سبق في علم الله أن يكون عليه وما قبل ذلك لا عبرة به."
كأنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله يعني إن مت على الإيمان لأن الوفاة غيب ولا يدري بم يختم له فيستثني بهذا الاعتبار.
"قالوا والإيمان الذي يتعقبه الكفر فيموت صاحبه كافرًا ليس بإيمان كالصلاة التي أفسدها صاحبها قبل الكمال والصيام الذي يفطر صاحبه قبل الغروب."
بعض الناس يتعبد سنين ويظهر من حاله الصدق والإخلاص لأنه يأتي بالصلاة على وجهها وبالزكاة على وجهها وبالصيام على وجهه ومع ذلك تظهر عليه الآثار ثم في النهاية نسأل الله العافية يختم له بغير ذلك فيموت على خلاف ذلك فعله هذه الأعمال من الصلاة والزكاة وغيرها من شرائع الإسلام هل نقول أنه مخلص فيه؟ أو أنه عمله في الظاهر في الصورة.
طالب: ...........
يعني فيما يبدو للناس كما في حديث أبي موسى «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها» وفي الرواية المقيِّدة «فيما يبدو للناس» «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس» والثاني «يعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس» يعني فيما يظهر وهو في الحقيقة عمله باطل وإن كان مستجمعًا للشروط والأركان وظاهره الصحة وهو متخشع فيه والعلامات والآثار دالة على صدقه لكن الناس لا يعلمون ما في القلوب.
طالب: ...........
وين؟
طالب: ...........
الله أعلم عاد لكن في الظاهر الذي يعمل لغير الله إنما يعمل للناس وفيما يبدو للناس إنما يعلم بحاله.
طالب: ...........
يعني ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع وعمله فيما يبدو للناس كيف يقرب إلى الجنة وعمله فيما يبدو للناس قربه أيضا مثل عمله ظاهري ما هو حقيقي نسأل الله العافية فالجزاء من جنس العمل {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [سورة النساء:40] والإنسان إنما يخاف من مكر الله الإنسان طيلة عمره أو جل عمره يطلب العلم ويحرص عليه ويعلم الناس ويكون عمله وبالا عليه نسأل الله العافية {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [سورة الزمر:47].
طالب: ...........
هذا مشكِل هذا ما أدري اللفظة ثابتة الشق الثاني الظاهر أنها ثابتة بس عاد لأنه قد يعمل أعمالاً صالحة يخفيها عن الناس والذي يظهر للناس مثل يفعل بعض الناس من الأعمال الصالحة ويخفيها خفاء لا يدركه ولا زوجته فالذي يبدو للناس أنه عادي أن الرجل عادي ويعمل أشياء لكنه عنده من الأعمال الصالحة ما يكفرها وعنده أيضًا من الخشية لله جل وعلا والإنابة إليه ما يكون في مقابلها.
طالب: في البخاري..
الشق الثاني إيه لا، السياق واحد.
"وهذا مأخذ كثير من الكلابية وغيرهم وعند هؤلاء أن الله يحب في الأزل من كان كافرًا إذا علم منه أنه يموت مؤمنًا فالصحابة مازالوا محبوبين قبل إسلامهم وإبليس ومن ارتد عن دينه مازال الله يبغضه وإن كان لم يكفر بعد وليس هذا قول السلف ولا كان يعلل بهذا من كان يستثني من السلف في إيمانه وهو فاسد فإن الله.."
لكن إذا كان الله جل وعلا يعلم المآل والحساب على ما في علم الله جل وعلا وما يختم به للمرء فإن الناس ما عليهم إلا الظاهر رأوا هذا يعمل الأعمال الصالحة يحبونه ورأوا هذا يعمل الأعمال غير الصالحة فيبغضونه لأنهم مطالبون بالظاهر.
"فإن الله تعالى قال {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [سورة آل عمران:31] فأخبر أنه يحبهم إن اتبعوا الرسول فاتباع الرسول شرط المحبة والمشروط يتأخر عن الشرط وغير ذلك من الأدلة ثم صار إلى هذا القول طائفة غلوا فيه حتى صار الرجل منهم يستثني في الأعمال الصالحة يقول صليت إن شاء الله ونحو ذلك يعني القبول ثم صار كثير منهم يستثنون في كل شيء فيقول أحدهم هذا ثوب إن شاء الله هذا حبل إن شاء الله فإذا قيل لهم هذا لا شك فيه يقولون نعم لكن إذا شاء الله أن يغيّره غيره المأخذ الثاني أن الإيمان المطلق يتضمن فعل ما أمر الله به عبده كله، وترك ما نهاه عنه كله فإذا قال.."
وحينئذٍ يكون إطلاقه من غير استثناء تزكية للنفس يعني إذا قال أنا مؤمن ولم يستثن يكون شهد لنفسه أنه فعل ما أمر الله به كله وترك ما نهى الله عنه كله فهو يستثني من أجل عدم تزكيته لنفسه وأعماله وإن كانت صالحة هو لا يدري من أين يدخلها الخلل قد يدخل الخلل على الإنسان وهو لا يشعر ولذلك جاء القول «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم» لأنه قد يشرك وهو لا يشعر فيخرج من الإيمان من غير شعور وقد يقول إنه إذا فعل شيئًا وهو لا يشعر لا يؤاخذ به لكن في سورة الحجرات {أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [سورة الحجرات:2] فالإنسان عليه أن يهتم لنفسه ويحرص على إبراء ذمته مما أوجب الله عليه.
"المأخذ الثاني أن الإيمان المطلق يتضمن فعل ما أمر الله به عبده كله وترك ما نهاه عنه كل فإذا فعل الرجل فإذا قال الرجل أنا مؤمن بهذا الاعتبار فقد شهد لنفسه أنه من الأبرار المتقين القائمين بجميع ما أمروا به وترك كل ما نهوا عنه فيكون من أولياء الله المقربين وهذا من تزكية الإنسان لنفسه ولو كانت هذه الشهادة صحيحة لكان ينبغي أن يشهد لنفسه بالجنة إن مات على هذه الحال وهذا مأخذ عامة السلف الذين كانوا يستثنون وإن جوزوا ترك الاستثناء بمعنىً آخر كما سنذكره إن شاء الله تعالى ويحتجون أيضًا بجواز الاستثناء فيما لا شك فيه."
يعني من باب هضم النفس والتواضع عند الكبار كما عند أبي بكر وعمر وخيار الصحابة وخيار التابعين لا تجدهم يشهدون لأنفسهم بشيء يقتضي تزكية بل تراهم يحطون من أقدارهم ومن أعمالهم ويتمنون ويتمنى الواحد منهم أنه لم يولد ويتمنى أنه شجرة عضدت وأحرقت بالنار ويتمنى بعضهم أنه كان كبش سمّنه أهله فأكلوه وبعضهم مشهود له بالجنة مثل عمر رضي الله عنه ومع الأسف أن يُحمَل هذا محمل الذم وهو محمل التواضع قاله عمر هضمًا لنفسه وتواضعًا لربه مع أنه مشهود له بالجنة ومع ذلك ابن المطهر في كتابه منهاج الكرامة الذي رد عليه شيخ الإسلام في منهاج السنة يقول ما الفرق بين قول عمر هذا وبين قول الكافر يا ليتني كنت ترابًا؟ نسأ الله العافية.
"ويحتجون أيضًا بجواز الاستثناء فيما لا شك فيه كما قال تعالى {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [سورة الفتح:27] وقال -صلى الله عليه وسلم- حين وقف على المقابر «وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» وقال أيضًا «إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله» ونظائر هذا."
مع أن اللحوق بالأموات فيه شك؟! مقطوع به وكونه -عليه الصلاة والسلام- أخشى الناس وأتقاهم وأعلمهم بالله هذا ما فيه شك فقد أثبته لنفسه -عليه الصلاة والسلام-.
"وأما من يحرمه فكل من جعل الإيمان شيئًا واحدًا."
الشيء الواحد لا يمكن الاستثناء منه الشيء الواحد ما يمكن الاستثناء منه.
"فيقول أنا أعلم أني مؤمن كما أعلم أني تكلمت بالشهادتين فقولي أنا مؤمن كقولي أنا مسلم فمن استثنى في إيمانه فهو شاكٌّ فيه وسموا الذين يستثنون في إيمانهم الشكاكة وأجابوا عن الاستثناء في قوله تعالى {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [سورة الفتح:27] بأنه يعود إلى الأمن والخوف فأما الدخول فلا شك فيه وقيل لتدخلن جميعَكم أو بعضكم."
جميعُكم..
أحسن الله إليك.
"وقيل لتدخلن جميعُكم أو بعضكم لأنه عُلم أن بعضهم يموت."
عَلم.
أحسن الله إليك.
"لأنه عَلم أن بعضهم يموت وفي كلا الجوابين نظر فإنهم وقعوا فيما فرُّوا منه فأما الأمن والخوف فقد أخبر أنهم يدخلون آمنين مع علمه بذلك فلا شك في الدخول ولا في الأمن.."
الدخول الدخول جاء فيه الخبر مؤكَّد باللام ونون التوكيد لتدخلن فلا شك في دخولهم لكن كون بعضهم يدخل وبعضهم لا يدخل لأنه مات هذا محل النظر والآمنين حال حال مبيِّن لهيئة الفاعل الداخل.
"فلا شك في الدخول ولا في الأمن ولا في دخول الجميع أو البعض.."
دخول الجميع أو البعض فيمكن أن يكون الاستثناء هنا الذي لا يجزم فيه بدخول الجميع بل البعض وهذا بالنسبة لله جل وعلا لا شك في كلامه.
"فإن الله قد علم من يدخل فلا شك فيه أيضًا فكان قول إن شاء الله هنا تحقيقًا للدخول."
لأن المشيئة قد تطلق من أجل التحقيق تحقيقًا وقد تطلق تعليقًا وهي هنا للتحقيق دون التعليق.
"كما يقول الرجل إذا عزم على أن يفعله لا محالة والله لأفعلن كذا إن شاء الله لا يقولها لشك في إرادته وعزمه ولكن إنما إنما لا يحنث الحالف في مثل هذه اليمين لأنه لا يجزم بحصول مراده وأجيب بجواب آخر لا بأس به وهو أنه قال ذلك تعليمًا لنا كيف نستثني إذا أخبرنا عن المستقبل إذا أخبرنا عن مستقبل وفي كون هذا المعنى مرادًا من النص نظر فإنه ما سيق الكلام له إلا أن يكون مرادًا من إشارة النص."
أما من لفظ النص فلا وأما من إشارته يعني الذي يفهم من بعد لا من اللفظ الذي يشير إليه النص من بعيد يلمحه بعض من أوتي فهمًا ثاقبًا ولا يدركه جميع الناس.
"وأجاب الزمخشري بجوابين آخرين باطلين وهما أن يكون الملك قد قاله فأثبَت.."
فأُثبِت..
أحسن الله إليك.
"فأُثبِت قرآنا أو أن الرسول قاله.."
أعوذ بالله أعوذ بالله كون الرسول أو جبريل زاد في كلام الله ما لم يقله أفترى على الله كذبا نسأل الله العافية.
"وأما من يجوِّز الاستثناء وتركه فهم أسعد بالدليل من الفريقين وخير الأمور أوسطها فإن أراد المستثنى الشك في أصل إيمانه منع من الاستثناء فإن أراد المستثني الشك في أصل إيمانه منع من الاستثناء."
ويتوجه الوصف بأنه شاكّ أو شكاك.
"وهذا مما لا خلاف فيه وإن أراد أنه مؤمن من المؤمنين الذين وصفهم الله في قوله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [سورة الأنفال:2-4]."
هذا حصر لو أن إنسانًا سئل ويعلم من نفسه أن هذه الصفات لا توجد عنده وهو يؤمن بالله وملائكته وجميع أركان الإيمان ويبي يعمل بجميع أركان الإسلام وقيل أنت مؤمن قال لا، وش حكمه هذا حصر {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [سورة الحجرات:15] إلى آخر ما قال {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [سورة الأنفال:2] كثير من الناس تقرأ عليه آيات الله وكأنه كأنها أخبار يسمعها أو يقرأ عليه في صحيفة كثير من الناس إذا قيل له أنت مؤمن قال لا، وش لون وش لون ما أنت مؤمن؟ يعني كافر؟! قال لا، الله جل وعلا يقول {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [سورة الأنفال:2] وأنا يقرأ علي الآيات ولا أخاف يصح أن يجيب بلا؟
طالب: ...........
المقصود أنه لو قال لأن السياق سياق حصر وأنا ما أجد هذه الصفات في نفسي يعني الإيمان المنصوص عليه في هذه الآية يعني بمعنى أنه لا ينطبق عليه الإيمان المنصوص عليه في هذه الآية لأنه لا يستطيع أن يقول نعم مؤمن والصفات لا تنطبق عليه لا يستطيع لكن هل له أن يقول لا؟ إذا قيل له أنت مؤمن؟ لكن لو قيل له هل أنت مؤمن من الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم؟ له أن يقول لا، أما أنت مؤمن ويقول لا، مباشرة هذا ليس بصحيح.
"وفي قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [سورة الحجرات:15]."
طيب شخص آمن بالله ورسوله ولم يرتب لكن لم يجاهد بماله ونفسه لأنه لم تتح له الفرصة أن يجاهد بماله ونفسه هل يدخل في هذه الآية إذا بيت النية أنه متى وجدت الفرصة لأن يجاهد بماله ونفسه دخل فيها دخل فيها.
طالب: ...........
وش فيه؟
طالب: ...........
مثل ما قلنا مثل مثل ما ذكرت في الآية مثل ما ذكرت إن كان المراد بالإيمان المنصوص عليه بالمؤمنين الذين إذا ذكر.. أنا ماني منهم لأنه يعرف من نفسه أنه يقرأ عليه القرآن ويسمع كلام الله في كل مناسبة وفي كل وقت وقد يقرأ كلام الله بكثرة ثم بعد ذلك ما كأنه يقرأ هذا حالنا الواحد ما.. يتعامل مع علام الغيوب ما يتعامل مع شخص يمكن أن تذرف دمعه وهو يراه ويقول هذا مخلص ما هو بصحيح هو يتعامل مع من لا تخفى عليه خافية فإذا كان المراد بالإيمان المنصوص عليه في هذه الآية والحصر موجود وهو لا يجد هذه الصفات بإمكانه أن يقول والله ما أنا من المؤمنين الذين.. المتصفين بهذه الصفات أما أصل الإيمان فهو موجود إن شاء الله.
طالب: ...........
الذي يوجِب الاستثناء انتهت المسالك التي ذكرت لكن المؤلف رجح الجواز رجح الجواز.
طالب: ...........
الذي يقول الإيمان شيء واحد هؤلاء يقولون أنه الشيء الواحد لا يمكن أن يستثنى منه الشيء الواحد لا يمكن أن يستثنى منه جاء زيد إلا رأسه أو جاء زيد إلا يده ما يجي جاء زيد خلاص معناه أنه كله جاء لأنه شيء واحد لكن جاء القوم إلا فلان باعتبارهم أشياء يستثنى منهم.
طالب: ...........
وش فيه؟
طالب: ...........
قريب منه الذين يرونه شيء واحد لا يزيد ولا ينقص.
"وكذلك من استثنى وأراد عدم علمه بالعاقبة وكذلك من استثنى تعليقًا للأمر بمشيئة الله لا شكًا في إيمانه وهذا القول في القوة كما ترى."
بركة لأنه كلام جديد هذا.
اللهم صل وسلم على البشير النذير... اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك...