لا بد أن يغير المنكر باليد، وهذا بالنسبة لمن يستطيع، الوالد والوالدة في البيت يغيرون باليد، ولا أحد يمنعهم.
أما مسألة حوار وجدال، وبعض الناس يقول: مَكِّن هؤلاء الشباب بل الأطفال من هذه الآلات التي فيها شيء من الإباحية، أو شيء من الشبهات والشهوات، ثم حاور وناقش وأقنعه بعد ذلك.
ما دام في ولايتك يلزمك أن تغير باليد. وموجود في أساليب بعض من ينتسب إلى التربية يقول: الطفل أربع سنوات، خمس سنوات، يعني إنسان له حقوقه، أعطه ما يشاء، مَكِّنه، فأعطه جوالا، أعطه آلة كمبيوتر وإنترنت ومكنه من كل شيء، واتركه يتصرف كيفما شاء، ثم أنت عليك أن تراقب وتبذل له النصيحة. إذًا ما معنى ((فليغيره بيده))؟ فنكون قد ألغينا هذه الجملة، يعني إذا ما استطعنا أن نغير على هذا الطفل الذي ما يشتري ولا يتصرف بشيء إلا من قبلنا حتى لو افترض أن هذا الطفل وارث يغير عليه باليد، ولو كان من خالص ماله، يغير عليه باليد؛ لأنه بالمقدور هذا يستطيع أن يغير بيده، أما أن يقال: يُعطى الآلة ثم اجلس أنت معه جلسة ودية وقل -على أسلوبه هو تربوي-: يا بابا خذ جوالي فتش واطلع، وأعطني جوالك أفتش، وإذا رأيت شيئًا ناقشه، لعله أن يقتنع. هذا وعمره أربع سنوات خمس سنوات، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده)) هذا غش الرعية، أُمَكِّنه من الشر ثم بعد ذلك أناقشه؟!