((يُصلِّي أربعاً فلا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ)) ما يحتاج أنْ تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ مَشْهُور! لا يُسْأَلْ عنهم، أو لا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ؛ لأنَّني لا أستطيع أنْ أَصِفْ هذا الحُسْن وهذا الطُّول، لا أستطيع حقيقةً أو لأنَّك ومثلك لا يحتمل مثل هذا الوصف؛ لأنَّ بعض النَّاس ينظر إلى النَّاس ويقيس فِعلهم على فعله، يعني لو قيل لواحد من النَّاس من أوساطنا أنَّهُ يُمكن قِراءة القرآن بيوم، قال: مُستحيل! يُمكن أنْ يُصلِّي الإنسان في اليوم واللَّيلة ثلاثمائة ركعة يقول: مُستحيل! لماذا؟ لأنَّهُ ما يحتمل مثل هذا العمل يقيس النَّاس على نفسه! بالمُقابل من سُهِّلت لهُ العِبادة يَسْتَغرب أنْ يُوجد شخص يستثقل بعض العبادات أو بعض الأعمال؛ لأنَّها مُيَسَّرة هذا بالنِّسبةِ لهُ؛ ولذا نقل البُخاري في كتاب البُيُوع من صحيحه عن حسان بن أبي سنان يقول: ما رأيتُ شيئاً أهونُ من الوَرَعْ!!! دع ما يريبك إلى ما يريبك، هذا الذِّي عَجِزَ عنهُ الخَواص فضلاً عن العوام، يقول: ما رأيتُ شيئاً أهونُ؛ لأنَّهُ يتحدَّث عن نفسه، ونحنُ إذا قِيلَ لنا إنَّ فُلاناً من النَّاس يقرأ القرآن في ثلاث أو في يُوم، قلنا: مُستحيل؛ لأنَّنا نقيس النَّاس على أنفُسنا، وهنا تقول: ((لا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ)) لأنَّك ما تستوعب؛ لأنَّهُ ثبت في الصَّحيح أنَّهُ قرأ بالبقرة ثُمَّ النِّساء ثُمَّ آل عمران، وقِراءة النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- مد، يقرأ خمسة أجزاء في ركعة واحدة وقراءتُهُ كانت مَدًّا -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-، يعني الهذّ القراءة مع الهذّ والسُّرعة الشَّديدة تحتاج إلى ساعة، ومع التَّرتيل لا يكفيها ساعتين إذا أضفنا أنَّهُ رَكع رُكُوعاً طويلاً نحو قِيامِهِ! سجد سُجُوداً نحو رُكُوعه قريباً من رُكُوعِهِ كم تكون التَّسليمة بهذهِ الصِّفة؟ كم تحتاج إلى ساعات؟ ولذا قالت: ((فلا تسأل عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنّ)) مثل ما ذكرنا عن قياس النَّاس عن النَّفس طرداً وعكساً، نُقِل عن بعض عُلماء المغرب وهذا يُسْتَغرب في الوقت الحالي في القرن السَّابع نُقل عنهُ أنَّ الخلاف في كُفر تارك الصَّلاة خِلافٌ نظري لا حقيقة لهُ في الواقع لماذا؟ لأنَّهُ لم يَتَصَوَّر أنَّ من ينتسب إلى الإسلام يترك الصَّلاة! العُلماء افترضُوا هذه المسألة وإلاَّ لا وُجُود لها، ---، يندُر أنْ يُوجد في بيت من بُيُوت المسلمين لا يُوجد فيه إما واحد يؤخر الصَّلاة عن وقتها من ذكر أو أنثى أو ما يُصلِّي بالكُلِّيَّة! ابتُلي النَّاس بمثل هذا، ويقول: هذه مسألة افتراضِيَّة ما يُمكن، احتمال أنْ يكون في وقت شرار النَّاس بعد الدَّجَّال بعد كذا يُمكن! لكن في أوقات استقامة الأحوال ما يُمكن افتراضيَّة هذه، هذا شخص يتحدَّث بقدر ما عندهُ، واللهُ المُستعان ((يُصلِّي أربعاً -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- فلا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ ثُمَّ يُصلِّي أربعاً فلا تسأل عن حُسْنِهِنّ وطُولِهِنّ، ثُمَّ يُصلِّي ثلاثاً)) هذهِ إحدى عشرة ركعة من أرادَ أنْ يقتدي بِهِ -عليه الصَّلاة والسَّلام- بالكَيْفِيَّة والكَمِّيَّة فهذا هو المُتَّبِع؛ لكن من قال أنا أقتدي بِهِ في الكَمِّيَّة وأُصلِّي إحدى عشرة كل ركعة بدقيقة مُجزأة تُسمَّى ركعة صحيحة بدقيقة إحدى عشر دقيقة أو اثنا عشر دقيقة وهو منتهي من الوتر! ومع ذلك يقول: مثل هذا إنَّ الزِّيادة على الإحدى عشر بدعة؛ لأن النبي ما كان يزيد -عليه الصَّلاة والسَّلام- على الإحدى عشرة، نقول: الذِّي لم يزد وعرفنا صفة صلاته -عليه الصَّلاة والسَّلام- هو الذِّي قال: صلاةُ الليل مثنى مَثنى، يعني استمر تُصلّيِ مثنى مَثنى هل حدَّد؟ ما حدَّد؛ إنَّما قال: ((فإذا خشيت الصُّبح فصلِّ واحدة تُوتر لك ما قد صلَّيت)) فإطلاق هذا الحديث يدلُّ على أنَّهُ لا عدد محدد، لا تحديد للعدد، ولذا من يقول: أنَّ الزِّيادة بدعة، نقول: قولُهُ مردُود؛ فالنبي -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- أطْلَق، ولم يُحدِّد صلاةُ الليل مَثْنَى مثنى، لو تُصلِّي عشرين ثلاثين تسليمة داخل في حديث: ((صلاةُ الليل مَثْنَى مثنى)) لكنْ إذا خَشِيَ الصُّبح صَلَّى واحدة.