{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمْ} [الحج/1] غاية في العظمة شيء لا يُتَصَوَّر يعني إذا كان بعض ما يحدث في الدنيا يُذْهِل وتَطِيشُ العُقُول بسببه، وهو من أمور الدنيا التي الدنيا كلها لا شيء بالنسبة للآخرة في الدنيا! والناس يتفاوتون في الفزع، بعض الناس إذا حركت الريح الباب اختلط! موجود، وبعض الناس إذا سقط شيء من السَّقف اختلط! وبعض الناس يصبر ويتحمل فلا يزيغه أدنى شيء؛ لكنهم يتفقون من الفزع في الأمور الكبيرة، داهمهم عدو يفزعون ولا بد، مع أنَّ المسلم ينبغي أنْ يَتَّصِف بالحلم والأناة حتى في أمور الحرب وحتى في أوقات الفتن؛ لأنَّ هذه الأمور لا تُحل إلا بالعقول المبنية على النصوص ((امضي على رسلك)) حرب ((امضي على رسلك)) تجي في حرب؟ ((امضي على رسلك)) هذا كلام النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فإذا كان كثير من الناس لا يحتمل ما يحدث من أمور الدنيا اليسيرة، تجد الإنسان يقرأ في المصحف مجرد ما يتحرك يدخل داخل إلى المسجد يفزع! وينسى هو في الصفحة اليمنى أو في الصفحة اليسرى! هذا في أمر يسير {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمْ} [الحج/1]، ثم ضرب مثال من الأمثلة محسوس، {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} [الحج/2] في قضية الكويت التي حصلت قبل بضعة عشر عاماً؛ لما سمعوا فزعوا، فكان منهم امرأة بجانبها ولدها طفل رضيع حملت الوسادة وهربت ذهلت عن طفلها!!! يعني هذه في أمور دنيا محتملة ومقبولة يعني... كيف بالساعة التي لا تترك أحد؟ {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمْ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا} [الحج/1،2]، إذا كان بعض الحوامل يضع حمله لهزة يسيرة أو لرؤية شيء مُخيف، وجاء من بعض أنواع الحيات أنها تسقط الحمل بمجرد رؤيتها!!! فكيف بالساعة؟ أمثلة حية {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} [الحج/2] مثل السكارى، عُقُول طَائِشَة، تعرفون أنه إذا حصل أدنى خلل في مجتمع في مدرسة، في قصر أفراح، في شيء التمس الكهرب خلاص ما عاد الناس يفكرون!!! يطأ بعضهم بعض يموت جملة منهم بهذا السبب!!! فكيف بالساعة؟! شَيْءٌ عَظِيمْ، شيءٌ مَهُول واللهُ المُسْتَعانْ.