قال الله -تعالى-: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199].
في هذه الآية التنبيه على أنه لا فرق بين الناس في أمور التشريع، بل الناس كلهم سواسية في التشريع مهما بلغت منزلة الشخص، ومهما بلغ قربه من النبي صلى الله عليه وسلم فهو يستوي في ذلك مع من هو من أبعد الناس عنه نسبًا صلى الله عليه وسلم. فالناس -وإنْ فَضُلَ بعضهم على بعض في أمور الدنيا- كلهم سواسية في التشريع العام، فأعظم الناس يخرج زكاة الفطر صاعًا، وأوضع الناس كذلك، وأشرف الناس يصلي الظهر أربعًا، وأحقرهم شأنًا كذلك، وهلمّ جرًا.
فقريش كغيرها من الناس يطالَبون بما يُطالبُ به غيرُهم، ولا فضل لعربي على أعجمي، ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى.