هذا الحدث -وهو الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم- وإن كان منكرًا يجب إنكاره، ولا يجوز إقراره، ولا يجوز لمسلم أن يرضى به، أو يسكت عن إنكاره وهو يقدر على ذلك إلا أنه وقعت به مصالح عظيمة للإسلام، وللمسلمين أنفسهم.
أما بالنسبة للإسلام فقد ازداد السؤال عن النبي صلى الله عليه وسلم من قِبل الكفار أنفسهم، واطلعوا على شيء من سيرته، ما أدى في كثير من الحالات إلى دخول عاقلهم في الإسلام.
وأما بالنسبة للمسلمين فقد عرفوا عدوَّهم، وعرفوا ما يكنه الكفار لهم من العداوة والبغضاء والحنق على الدين وأهله: {قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ} [آل عمران: 118]، وأنهم مهما تشدقوا بالمساواة والعدالة والإخاء فهذا كله هباء لا قيمة له، وتبقى عداوة الدين مغروسة في النفوس.