إذا جئنا إلى ما يخدُم القرآن من التفاسير وعلوم القرآن مع أن هذه العلوم متعلقة بكلام اللَّه جل جلاله وهو أشرف الكلام - إلا أننا سنجد أن نصيبها في الدروس العامة والخاصة قليل بالنسبة للعلوم الأخرى، والبلدان متفاوتة في هذا، فبعض البلدان فيها ستمائة درس في الأسبوع، وبعضها فيها ثلاثمائة درس، ومائتان، ومائة، وهكذا تقل وتكثر، لكن لو نظرنا ولاحظنا نصيب القرآن منها -إذا استثنينا حلقات التحفيظ في دروس المشايخ- وجدنا أن العناية بالقرآن أقل مما ينبغي، ووجدنا النصيب الأوفر للسنة والعقيدة والفقه، وهي علوم جديرة بالاهتمام والعناية، لكن ينبغي أن تكون العناية بكتاب اللَّه جل جلاله أكثر.
وإذا نظرنا من زاوية أخرى وجدنا أن تعليم القرآن وتحفيظه -لا أقول: يأنف عنه الكبار من أهل العلم- لكنه لا يكاد يوجد في دروسهم، وكون العالم الكبير يتصدى لهذا الأمر فإنه يعطي نفوس الشباب قوة، لكن لا تجد عالمًا كبيرًا يُقرِئ الناس القرآن، أو يُحفِّظهم إياه، أو حتى يُقرَأ عليه في كتب التفسير إلا ما نجد في الجداول من قراءة «تفسير الحافظ ابن كثير» أو «تفسير الشيخ ابن سَعْدي» أو غيرهم، فلا نجد من يتصدى للقرآن ويعنى به فيفسره كما هو حاله في شرح السنة، أو شرح كتب الفقه، أو كتب العقائد، وهذا تقصير وخلل بلا شك، ولهذا ينبغي أن يُعاد النظر في الجداول، وأن يُعنى الناس -كبارهم وصغارهم- بكتاب اللَّه جل جلاله، وما يخدُم كتاب اللَّه جل جلاله.