سورة الفاتحة، علينا أن نحفظها، ونُتْقِنها، ونجوِّدها؛ لأنها إذا حُفظتْ على خطأ، استمرَّ الخطأ، وصَعُبَ الفَكَاكُ منه مستقبلًا؛ ولهذا كان لا بدَّ أن تُلَقَّن صحيحةً بمدودِها، وشدَّاتِها، وجميعِ حركاتِها؛ لتكونَ القراءةُ على الوجهِ اللائقِ الصحيح، ولأن مِن الخطأ الذي يغيِّر المعنى ما يُبْطِل الصلاة؛ فإذا قرأ أحدُهم في صلاته: «صِرَاطَ الَّذِين أنْعَمْتُ عَلَيْهم»، بِضمِّ الضمير المتَّصلِ في:«أنعمتُ»، بطلتْ صلاتُه.
وعلى أئمَّةِ المساجد وطلبةِ العلم: التَّبِعَة في تلقينِ عوامِّ المسلمين هذه السورةَ، وحثِّهم عليها. والبيوتُ اليوم - بحمد الله - مملوءةٌ بمن يقرأ القرآن: مِن ذكورٍ وإناثٍ، وصغار وكبار، إضافةً إلى حلقاتِ التحفيظِ الكثيرة والمتوافِرة في كلِّ حيٍّ؛ ولهذا لم يبقَ لأحدٍ عذر في عدم إحسانِهِ قراءةَ الفاتحةِ وتعلُّمِها، ولا عَيْبَ ولا ضَيْرَ على أحد - سواءٌ كان كبيرًا أم صغيرًا - أن يجلس إلى من يعلِّمُه القرآن؛ ففي الحديث الصحيح: «خَيْرُكم من تَعلَّم القرآنَ وعلَّمه» [البخاري (5027)].