هذا يطلب كلمة للأخوة الفلسطينيين، وما واجب الحكام والعلماء والمسلمين تجاههم؟ وهذا يقول أيضاً يطلب كلمة توجيهية للأمة والله المستعان..
والله يا أخوان لا نملك إلا الدعاء لهم، فالقنوت مشروع، و إذا لم يُشرع القنوت في مثل هذا اليوم فليس له وجه البتة، وما حصل اليوم نظير ما حصل للقراء السبعين الذين قُتلوا ؛ فقنت النبي -عليه الصلاة والسلام- شهراً يدعو على من قتلهم، هذه قضية مطابقة لما حصل في عهده -عليه الصلاة والسلام-، فعلينا بالدعاء، وأما ما يتعلق بمسائل الحكام وما يجب عليهم هذه أمور حقيقة تخصهم، والتقصير موجود، والتقصير من جميع الجهات من جميع الفئات، عوامِّ المسلمين قصَّروا، علماء المسلمين قصَّروا، حُكام المسلمين قصَّروا؛ لكن الذي لا يملكه الإنسان لا يُكلَّف به، فعلى الإنسان أن يُعنى بخويصة نفسه، ومن يستطيع إنقاذه من غيره يلزمه من باب الأمر والنهي والدعوة على بصيرة هذا الذي يستطيع، أما الذي لا يستطيعه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ؛ لكن علينا أن نستغل الدعاء {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [(60) / غافر]، {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [(62) / النمل] ودعاء السر لا شك أنه أقرب إلى الإخلاص من دعاء العام؛ لكن هذه سنة، القنوت في النوازل سنة، إحياؤها من الشرع، والتزام ما ورد في النصوص الصحيحة من الأدعية التي ذكرها النبي ودعا بها -عليه الصلاة والسلام- في مثل هذه الظروف وثبتت بها الأحاديث الصحيحة، دعا؛ بل لعن على من تسلط على أولياء الله: اللهم قاتل الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويعادون أولياءك، ودعا للمستضعفين من المسلمين: اللهم انج فلاناً وفلاناً وفلاناً على العموم وعلى الخصوص، على كل حال عموم المسلمين لا يملكون إلا الدعاء والأمر بيد القادة، والقادة لهم أوضاعهم وظروفهم؛ لكن عليهم واجب ومسؤولية كبيرة عظمى أمام الله -جل وعلا-، والله المستعان.