الأنسب للحفظ الوقت الذي يصفو فيه البال ويسكن فيه ويهدأ فيه الجو، بحيث ما يكون هناك تشويش ولا حركة، وهذا في الغالب في آخر الليل إذا هدأ الناس، فإذا هدأ الناس وليكن في مكان محصور لا يتشتت فيه الذهن فهذا أنسب وقت للحفظ والمراجعة.
وطريقة المراجعة كررنا ما ذكره بعضهم في كتب آداب التعلم أن يُحدد القدر المناسب لحافظته قوةً وضعفًا، فإذا كان قوي الحافظة ويستطيع أن يحفظ ورقة يُحدد ورقة ويكررها حتى يتقنها، وإذا كان أقل من ذلك كنصف ورقة أو ربع ورقة أو آيتين أو ثلاث إلى غير ذلك على حسب قدرته، فيختبر حافظته في أول يوم فإذا أتقن هذا القدر كرره حتى يتقنه، ومن الغد يكرر هذا القدر خمس مرات، ثم يبدأ بحفظ نصيب اليوم الثاني، فإذا رأى أن نصيب اليوم الأول أقل من قدرته زاد، وإن رأى أنه أكثر من قدرته نقص، فيحفظ نصيب اليوم الثاني ويكرره حتى يحفظه، ثم إذا جاء اليوم الثالث كرر نصيب اليوم الأول أربع مرات، ونصيب اليوم الثاني الذي حفظه بالأمس خمس مرات، ثم يبدأ بحفظ نصيب اليوم الثالث بالقدر السابق أو أكثر أو أقل على حسب ما تبين له من استجابة حافظته ومعرفة قدرته قوةً وضعفًا، وفي اليوم الرابع يكرر نصيب اليوم الأول ثلاث مرات ونصيب اليوم الثاني أربع مرات ونصيب اليوم الثالث خمس مرات، وهكذا، قالوا: إن مَن حفظ بهذه الطريقة لا ينسى إلا إذا طرأ عليه شيء، أو أهمل فيما بعد بأن ترك المراجعة.