لا شك أن هذا من تثبيط الشيطان وتسويله، فهو في هذه الحالة مستجيب للشيطان وعليه حينئذٍ أن يعصي الشيطان.
وخالف النفس والشيطان واعصهما |
| وإن هما محضاك النصح فاتهم |
الشيطان يريد إضلالك وإغواءك، فقد أقسم بعزة الله -جل وعلا- أن يغوي البشر {فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: ٨٢]، وأنت مأمور بمخالفته؛ لأنه عدو فاتخذه عدوًا، أنت إذا استجبت له لا شك أنه يوردك المهالك ويريد أن تدخل النار معه وتكثر سواده، فعليك أيها المسلم أو من يدعي الإسلام وينتسب إليه أن تعصي الشيطان وتخالف نفسك وهواك وتراغم الشيطان، وتستعين بالله -جل وعلا- وتكثر من الاستعاذة من الشيطان الرجيم وتكثر من ذكر الله وتصبر وتلزم الصالحين من الناس {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: ٢٨]، يصاحبهم؛ لأن هؤلاء هم الذين يدلونه على الخير ويعينونه عليه، ويترك رفقاء السوء الذين غفلوا عن طاعة الله، وحينئذٍ يكون مثلهم في هذه الغفلة.