الكسب الحلال والتوقِّي فيه من الشبهات فضلًا عن المحرمات ينبغي أن يكون هَمَّ المسلم وهاجسه؛ لأن له أثرًا على نبات البدن، و«كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به» [المعجم الصغير للطبراني: 625]، وأيضًا له أثر كبير في قبول الدعاء، وكل إنسان يرفع يديه إلى الله -جل وعلا- إنما يرجو قبول دعائه وإجابة مسألته، لا سيما أنه محتاج ومفتقر إلى الله -جل وعلا-، فإذا أوجدَ المانع من قبول هذا الدعاء بأكل الحرام، ولبس الحرام، وشرب الحرام، فإنه يكون متسببًّا لرد دعوته، وقد جاء في الحديث الموجه لسعد –رضي الله عنه-: «يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة» [المعجم الأوسط للطبراني: 6495]، وقد ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام-: «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وَغُذِيَ بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟» [مسلم: 1015]، فأسباب القبول والإجابة موجودة: «أشعث أغبر» يعني: منكسرًا بين يدي ربه، «يطيل السفر» والسفر مظنةٌ للإجابة، وللمسافر دعوة مستجابة، «يمد يديه» والله –جل وعلا- يستحي من عبده الذي يمد يديه أن يردهما صفرًا، يقول: «يا رب، يا رب» وأهل العلم يقررون أنَّ مَن كَرَّر هذا الاسم "يا رب يا رب" أنه حري أن يُستجاب له، حتى قال بعضهم: إن من كررها خمس مرات أجيب له، كما في أواخر سورة آل عمران، فهذه الأسباب كلها مبذولة، لكن ما الذي منع من إجابة الدعوة؟ وجود المانع، فلا يكفي بذل السبب، بل لا بد من إزالة المانع من قبول الدعاء، يقول: «ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وَغُذِيَ بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟» استبعاد أن يُستجاب لمثل هذا، فعلى الإنسان أن يحرص على أن يكون حلال المأكل، والمشرب، والملبس، وألا يتناول ما فيه شُبهة، فضلًا عما كان فيه شيء من الحرام.
السؤال
نرجو منكم التفضل بتوجيهٍ في احتراز الإنسان في مسألة المال، والحرص على الكسب الحلال؟
الجواب