هذه المرأة التي تشتغل بصناعة الخرز هذه تعمل عملًا مباحًا وتتكسب به وتطلب الرزق من ورائه فلا شيء في عملها، ولا إثم عليها، وكون بعض من يشتري منها يزاول به شيئًا لا يحل أو تتبرج به، هذا إثمه على من فعله، لكن ينبغي أيضًا أن تتحرى هذه المرأة ألا تبيع على مَن تعرف أنها من أهل التبرج؛ فإذا عرفتْ أنها من أهل التبرج فإنها لا تبيع عليها، وإلا فالأصل أن البيع مباح، فالعمل مباح وبيعه مباح، {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275]، ولا شيء عليها في ذلك، ولو أردنا أن نتحسس من هذه الأمور لما صحتْ لنا تجارة، لكن يبقى أن الإنسان إذا عرف أن هذا الإنسان أو هذه المرأة أو هذا الرجل يزاول بما أبيع عليه ما حرم الله عليه، فإنني لا أتعاون معه على هذا الإثم.
فالأصل أن البيع مباح ولا شيء فيه، ثم إذا كان يغلب على الظن أن هذا الشخص يزاول به ما حَرَّم الله عليه، فإنني لا أتعاون معه، وإلا فالأصل الإباحة كما ذكرنا.