إذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله، في اليوم مائة مرة» [مسلم: 2702]، وقد يُعدُّ له من الاستغفار في المجلس الواحد سبعين مرة، وجاء الحث على الاستغفار في الكتاب والسنة وأنه سبب لجلب الخيرات ودفع الشرور والآفات، وهو أمان من الله -جل وعلا- للمستغفر، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33]، فالاستغفار كلما أكثرتَ منه والمراد به طلب المغفرة من الله -جل وعلا- حصلتْ لك الآثار المترتبة عليه، وهي آثار كثيرة جاءت بها نصوص الكتاب والسنة، فاحرص على أن تكثر من الاستغفار، وجاء في الخبر «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب» [أبو داود: 1518].
ولا شك أن التنوع في العبادات مطلوب، وأفضل الأذكار قراءة القرآن، وقد جاء الحث عليه وترتيب الأجور العظيمة عليه، فبكل حرف عشر حسنات، وهو المتعبد بتلاوته فيُكثر من قراءة القرآن على الوجه المأمور به، ثم بعد ذلك يُكثر من الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. وبكل جملة من هذه الجمل من غراس الجنة شجرة، وجاء في الحديث عن إبراهيم -عليه السلام- أنه قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: «يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» [الترمذي:3462]، فلا يَترك مثل هذا إلا محروم، وجاء أيضًا: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» [البخاري:6406]، و«من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطَّت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر» [البخاري: 6405]، وجاء أيضًا: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» [الترمذي: 3585]، وجاء التهليل مائة ورُتَّب عليه آثار وأجور عظيمة جدًّا، وجاء أيضًا: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل» [مسلم: 2693] أشياء يسيرة جدًّا لا تُكلِّف شيئًا ولا تحتاج إلى انتقال من حال إلى حال، بل يذكر الله على كل حال وتترتب عليه هذه الأجور العظيمة، لا شك أن من يَغفل عن هذا بيِّنُ الحرمان، والله المستعان.