قبل أن يضيق الوقت لا يجوز أن تُؤخِّر القضاء مع الاستطاعة إلى رمضان آخر، فإذا فرَّطتْ أو ضاق عليها الوقت، وصامتْ رمضان الحالي -لأنه يجب تقديمه- فإنها تقضي بعد خروج رمضان الثاني، وتؤجل القضاء إلى ما بعده، وتُطعم على القول بالإطعام، وهذه المسألة أُكرر أنها على القول بالإطعام؛ لأن القول الثاني له حظٌّ من النظر، ويرجِّحه كثير من أهل التحقيق، أنه لا إطعام إنما القضاء فقط.
وآخر السؤال: (هل يجب على مريض السكري أن يصوم)؟ إذا قرَّر الطبيب المسلم أن الصيام يضر هذا المريض فإنه لا يلزمه الصيام إنما يُطعم، إلا إذا غلب على ظنه أنه يمكن أن يصوم في وقت يكون النهار فيه باردًا وقصيرًا في الشتاء فإنه يؤخِّر، فيُفطر في رمضان الذي لا يستطيع صيامه -الذي قال الأطباء: إنه يضره الصيام فيه-، فإذا جاء الشتاء والنهار قصير والجو بارد فإنه إذا لم يكن ثَمَّ مانع من صيامه مؤثِّر على صحته فإنه يلزمه القضاء في هذا الوقت، وإذا استمر المنع مِن قِبل الطبيب، وأنه لا يمكن أن يصوم لا في الحر ولا في البرد فإنه يكتفي بالإطعام حينئذٍ، والله أعلم.