مَن تاب تاب الله عليه، مَن تاب من الشرك والقتل والزنا وهي من عظائم الأمور، وآمن وعمل عملًا صالحًا بدَّل الله سيئاته حسنات، وما فعله من الذنوب التي ذكرها أقل بكثير -مع عِظَمها وعدم الاستهانة بها، لكنها أقل بكثير- مما ذُكر في آية الفرقان، ومع ذلك يقول الله -جل وعلا- في حق هؤلاء: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: 68-70]، ففضل الله واسع، والتوبة تهدم ما كان قبلها، ولو كان الشرك الذي هو أعظم الذنوب، فلا تيأس ولا تقنط، عليك أن تتوب إلى الله بصدق، بشروط التوبة المعروفة: من الإقلاع فورًا، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إلى هذه الذنوب، ومع ذلك يتوب الله -جل وعلا- عليك، ويُبدِّل سيئاتك حسنات -إن شاء الله تعالى-، فلا يأس ولا قُنوط.
السؤال
هناك شاب التزم على منهج السلف وحَفِظ نصف القرآن، وطلب العلم لمدة ثلاث سنوات، لكن جاءت فترة فتَرَ فيها، ثم رجع فيها لمشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة، ثم مجددًّا عاد إلى الله وأعلن التوبة، والآن لديه شبهة وهي: أنه لا يمكنه طلب العلم والدعوة إليه؛ لأنه شاهد هذه الأفلام من بعد ما تاب أول مرة، وسؤالنا: كيف نزيل عنه هذه الشبهة، وهو الآن مهموم أكثر من أي وقت مضى، ولا يريد العودة إلى المعاصي من جديد؟
الجواب