هذه الآلات المُحدَثة من الفتن التي عمَّتْ بها البلوى، واقتناها الكبير والصغير، وتيسَّرتْ للجميع، وفيها نوع خير يُستفاد منها، ولكن شرها أعظم، لا سيما إذا اقتناها مَن لا يُحسن التعامل بها، ومَن ليس عنده من الورع والتقوى ما يردعه عن الاسترسال في استعمالها.
هذا السائل يقول: (دخلتُ على شبكة الإنترنت ورأيتُ مقاطعَ مُحرَّمة، ولا أدري ما الذي جعلني أفعل مثلها بعد رؤيتها)، يعني: ذَهِل ورأى أمورًا هالتْه، أمورًا تشيب لها الذوائب، لكن يقول: ثم إنه ندم على ذلك كثيرًا، والندم توبة، ويسأل: ما الذي يجعل الله -جلَّ وعلا- يسامحه ويغفر له؟
أولًا: لا بُد من التوبة، والندم توبة، فيندم على ما فعل، ويعزم على ألَّا يعود، وأيضًا يُقلع عن الذنب فورًا، مع نيةٍ صالحةٍ خالصةٍ لله -جلَّ وعلا-، فإذا حصلتْ هذه الأمور فقد حصلتْ له التوبة، و«التائب من الذنب، كمَن لا ذنب له» [ابن ماجه: 4250] .
لكن إن كان قد أَرسل هذه المقاطع إلى أحد، فلا بُد مع التوبة من البيان لأولئك الذين أرسل لهم هذه المقاطع، فيكون من باب {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} [البقرة: 160]، فهو يعرف الأرقام التي أرسل إليها هذه المقاطع المُحرَّمة، فيُرسل إليهم أن: (هذه المقاطع مُحرمَّة، فاتقوا الله، وأنا أبرأ إلى الله منها)، وهكذا .