جاءت أحاديث كثيرة فيها ذكرٌ لخصالٍ فيها النص على أنها تنجي من النار، أو تقي من عذاب النار، أو لا يدخل النار مَن فعل كذا، كمثل حديث أنس -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعاذٌ رَدِيفه على الرَّحل، قال: «يا معاذ بن جبل»، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: «يا معاذ»، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثلاثًا، قال: «ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، صدقًا من قلبه، إلا حرَّمه الله على النار» [البخاري: 128]. وفي (البخاري) عن عباية بن رفاعة قال: أدركني أبو عبسٍ وأنا أذهب إلى الجمعة، فقال: سمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من اغبَرَّتْ قدماه في سبيل الله حرَّمه الله على النار» [907]. وفي (سنن الترمذي) عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «عينانِ لا تمسهما النار: عينٌ بكتْ من خشية الله، وعينٌ باتتْ تحرس في سبيل الله» [1639]. وفي (صحيح مسلم) عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنه خُلِق كلُّ إنسانٍ من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبَّر الله، وحمد الله، وهلَّل الله، وسبَّح الله، واستغفر الله، وعَزَل حجرًا عن طريق الناس، أو شوكةً أو عظمًا عن طريق الناس، وأمر بمعروفٍ، أو نهى عن منكرٍ، عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى، فإنه يمشي يومئذٍ وقد زحزح نفسه عن النار» [1007]. وفي (البخاري) عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه -أو بعَّد الله وجهه- عن النار سبعين خريفًا» [2840]. وفي (البخاري) أيضًا عن أبي سعيد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النساء قُلنَ للنبي -صلى الله عليه وسلم-: اجعل لنا يومًا، فوعظهنَّ، وقال: «أيما امرأةٍ مات لها ثلاثةٌ من الولد، كانوا حجابًا من النار»، قالت امرأة: واثنان؟ قال: «واثنان» [1249]، وأيضًا في (البخاري) عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يموت لمسلمٍ ثلاثةٌ من الولد فيلج النار إلا تَحِلَّة القسم» قال أبو عبد الله -يعني: البخاري رحمه الله-: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] [1251]، هذا القسم {وَإِنْ مِنْكُمْ}، والمراد: الورود، والخلاف في الورود هل هو دخول أو لا، الأكثر على أنه ليس بدخول. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَن أعتق رقبةً مسلمةً، أعتق الله بكلِّ عضوٍ منه عضوًا من النار، حتى فرجه بفرجه» [البخاري: 6715]. وقال: «مَن ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة» [الترمذي: 1931]، وفي الباب أحاديث كثيرة، فليحرص المسلم على هذه الأحاديث؛ لينجو من النار، والله المستعان.
السؤال
ما المنجيات من عذاب النار؟
الجواب