السؤال
أنا يا شيخ كلما اقترفتُ الذنوب أندم وأرجع وأتوب إلى الله، ومن ثم أعود وأقترف الذنوب وهكذا، فبماذا تنصحونني يا شيخ؟
الجواب
هذا الذي يذنب ويتوب يُغفر له ذنبه إذا قُبلت توبته كما تدل عليه النصوص، ثم بعد ذلك تراوده نفسه الأمارة وشيطانه ثم يعود إلى الذنب ثم يستغفر ويتوب، يتوب الله عليه، لكن عليه أن يستحضر عظمة من يعصي ولا يستخف بشأنه وينقض هذه التوبة باستمرار، فعليه أن يتقي الله -جل وعلا- في نفسه، ويراقب الله -جل وعلا-، وينظر في عظمة من عصى، فإذا استحضر عظمة من عصى فإنه لن يعود -إن شاء الله تعالى-.
ولا شك أن المعصية لها أسباب كما أن ترك المعصية له أسباب، فالعاصي يترك المواطن والأسباب التي تدعوه إلى هذه المعصية، لاسيما المجالس التي يجلس فيها مع أهل المعصية، فيترك هذه المجالس ويلزم الأخيار، {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف: 28]، ومع ذلك يلجأ إلى الله بصدق أن يعصمه من هذه المعاصي، وأن يباعد بينه وبينها.