الخطبة بالنسبة لصلاة العيد سنَّة وليست بواجبة، وجاء عن عبد الله بن السائب –رضي الله عنه- قال: شهدتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيد، فلما قضى الصلاة قال: «إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب» رواه النسائي [1571] وابن ماجه [1290] وأبو داود وقال: (هو مرسل) [1155]، وعلى كل حال إذا انصرف فلا شيء عليه، ولا يأثم بذلك؛ لأنها سُنَّة، وإن استمع إلى الخطبة فهو أولى؛ لأنها كما جاء في الحديث أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أمر العواتق والحيَّض وذوات الخدور أن يحضرن صلاة العيد، يشهدن الخير ودعوة المسلمين [البخاري: 1652]، فشهود الخير في الصلاة والخطبة ودعوة المسلمين هذا لا شك أنه مطلوب وسنَّة، وأُمِر النساء بحضوره، والحُيَّض كذلك، لكن يعتزل الحُيَّض المصلى كما جاء في الحديث، فحينئذٍ الرجال من باب أولى، يحضرون الخطبة ويسمعونها ويحضرون دعوة المسلمين، ولكن من انصرف فلا شيء عليه كما جاء في حديث عبد الله بن السائب –المتقدِّم-: «إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب»، والله أعلم.