جاء في (مسند الإمام أحمد) بسندٍ حسَّنه الحافظ ابن حجر في (فتح الباري)، وهو من طريق ابن لهيعة من حديث أبي الزبير، قال: (سألتُ جابرًا)، وهنا صرَّح أبو الزبير -وهو معروفٌ بالتدليس- صرَّح بسؤال جابر -رضي الله عنه-، فانتفتْ تهمة تدليسه، يعني: أخذه عن جابر مباشرة بصيغةٍ لا تحتمل التدليس، قال: (سألتُ جابرًا عن الطواف بالكعبة، فقال: "كنا نطوف، فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة" [مسند أحمد: 15232])، فقوله: "نمسح الركن الفاتحة" في بداية الطواف، "والخاتمة" في نهايته، فهذا يدل على أن التكبيرات ثمان.
والحديث حسَّنه ابن حجر، وهو من رواية ابن لهيعة، وابن لهيعة الجمهور على تضعيفه، لكن ابن حجر يُحسِّن له أحيانًا، ويُضعِّف له أحيانًا بناءً على ما يَحتفُّ بالخبر من القرائن، وما يقويه، وما ينقدح في ذهنه –رحمه الله- ويستروح إليه من ثبوت الخبر أو عدمه. وابن حجر كلامه في ابن لهيعة مضطرب، فتجده يصفه بأنه صدوق في (التقريب)، ويغمزه بأمورٍ تحتمل، وأحيانًا في (فتح الباري) يُحسِّن له، وأحيانًا ينص على تضعيفه، وأحيانًا ينص على تضعيف الخبر بسببه، فصنيع ابن حجر يدل على أنه لا يحكم عليه بحكمٍ عامٍ مطَّرد، وإنما ينظر في الخبر وما يَحتفُّ به.
لكن إن ثبت الخبر على رأي ابن حجر في تحسينه فهو دليلٌ على أن التكبير يكون في بداية الطواف وفي نهايته، فيكون المجموع ثماني تكبيرات، والله أعلم.