على كل حال، إذا وُجد مَن يرتكب منكرًا -وسبُّ النبي عليه الصلاة والسلام من أعظم المنكرات- فلا بد أن يُنكَر عليه بالأسلوب المناسب، ولا يُترك الأمر لآحاد الناس في الحدود والتعزيرات، فلو قال: (هذا يسب الله ويسب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لماذا لا أضربه، كما فعل الصحابي باليهودي الذي سب النبي -عليه الصلاة والسلام-؟)، نقول: الحدود والتعزيرات من حقوق الإمام، ولو تُركتْ لآحاد الناس لصارت الأمور فوضى؛ لأنهم يختلفون في تقدير ما يوجب التعزير، فقد يظن أحد أن هذا موجب للتعزير، وهو في الحقيقة لا يوجبه؛ لأن القائل أو الفاعل عنده تأويل سائغ، أو لأن هذا في تقديره منكر، وهو في الحقيقة ليس بمنكر، فعلى الإنسان أن يُبيِّن ويوضِّح ويُنكِر بالأسلوب المناسب الذي لا يترتب عليه منكر أعظم منه، وأما بالنسبة لليد فمَن تحت يدك ممن ولاك الله أمره لا مانع من أن تُغيِّر منكره باليد، لكن ما سوى ذلك فهذه الأمور متروكة للجهات التي خُوِّلتْ من قِبل ولي الأمر، والله المستعان.
السؤال
إذا وجد مَن يسب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهل يجوز لأفراد الناس من العوام والدعاة أن يأخذوا الحكم بأيديهم، أو لا بد أن يكون الحكم مِن قِبل الحكومة؟
الجواب