المقصود أن مثل هذا الاختلاف لا يُؤثِّر، فإذا عُرف اسم الإمام باسمه، أو بكنيته، أو بلقبه، واستفاض، بحيث لا يلتبس بغيره، يكفي، فالاسم غالبًا لا يكون فيه اختلاف، إلا إذا غطَّتْ عليه الكنية، واشتهر بها الراوي، فيُنسى ويضيع اسمه؛ لأنه لا يُتداول ولا تَلُوْكه الألسنة، فيُنسى حتى يقال: إن اسمه كنيته، أحيانًا، فمثل هذا لا يؤثِّر، فإذا عرفنا كنية أبي هريرة -رضي الله عنه-، وعرفنا الاختلاف الطويل العريض في اسمه، فلا يؤثِّر هذا؛ لأنه مجزوم بأن هذه الكنية لهذه الشخصية.
فالاختلاف في اسم الجد، أو اسم أب الجد، أو في الاسم مع اشتهار الكنية، أو العكس، لا أثر له، فمثلًا: بعض الرواة يُختلَف في كنيته، واسمه معروف، كقتادة -مثلًا-؛ لأن اشتهاره بالاسم أمات كنيته، وفي المقابل اشتهار بعض الرواة بالكنى أمات أسماءهم، وهذا معروف، لكن ليس له أثر.
والذي يؤثِّر هو القلب، مثل: كعب بن مُرَّة، ومُرَّة بن كعب، وأيضًا نصر بن علي، وعلي بن نصر، فمثل هذا هو الذي يؤثِّر، فإذا بحثنا في ترجمة نصر بن علي -مثلًا-، وهو عندنا في الإسناد: علي بن نصر، وجدناهما اثنين، ومثله: كعب بن مُرَّة، ومُرَّة بن كعب، وهذا قلب مؤثِّر، فيُبحث عن الراجح في هذا.
وأما الصاغاني والصنعاني فلا التباس بينهما، وقد يقال: الصاغاني، بالألف، وقد يقال: الصغاني، بدون ألف، وهذا أيضًا لا أثر له.