جاء في حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- أنهم كانوا يَعدُّون -يعني: الصحابة رضي الله عنهم- الاجتماعَ وإعدادَ الطعام من النِّياحة [ابن ماجه: 1612]. وجاء الأمر منه -عليه الصلاة والسلام- بصنع الطعام لأهل الميت، فقال: «اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم» [ابو داود: 3132]، فصُنع الطعام إنما هو لأهل الميت، فلا تكن وليمة، ويُدعى إليها، ويجتمع ضيوف، فهذا بلا شك لا يجوز، لكن كون أهل الميت انشغلوا بميتهم عن إعداد الطعام، ويُعانون على ذلك بإعداد طعامٍ بقدرهم، فهذا من السنة، وكون الطعام من مال الميت، أو من أهل الميت، فهذا لا يجوز بحال.
وأيضًا الطريقة الموجودة بين الناس اليوم، بأن يُحضَر الطعام والولائم والذبائح إلى أهل الميت، فيُضاهى بها الأفراح والأعراس من كثرة الطعام وكثرة المدعوِّين، فهذا لا يشك أحد في منعه وتحريمه، وأنا رأيتُ طعامًا أُحضر لأهل ميتٍ بشاحنة، والله إنها ليست مبالغة، فهل هذا صُنع لأهل الميت؟! هذا ما صُنع لأهل الميت، وإنما هذه دعوة إلى وليمة بهذه المناسبة، وهذه بدعة.