معروف أن (صحيح مسلم) شُرِح بشروح كثيرة، منها: (المُعلِم) للمازري، و(إكماله) للقاضي عياض، و(إكمال إكماله) للأُبِّي، و(مُكمِّل إكمال الإكمال) للسنوسي، هذه سلسلة مترتَّب بعضها على بعض.
ثم بعد ذلك يأتي (شرح النووي)، وهو مأخوذ من الشروح التي تقدَّمتْه، لا سيما (شرح عياض)، ومأخوذ أيضًا من (التحرير) لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل الأصفهاني -رحمه الله-، وهو شرح طيِّب، لكن ما وقفنا عليه، ومن خلال نقل النووي -رحمه الله- عنه يدلُّ على أنه شرح مستفيض.
وهناك شروح للمتأخرين كشرح (فتح المُلهِم) لشبِّير أحمد العثماني، وهو شرح -أيضًا- طيِّب وموسَّع، واستفاد من الشروح التي قبله.
المقصود أن الشروح كثيرة جدًّا، و(مسلم) لا يزال بحاجة إلى شرح موسَّع مستفيض يَحلُّ إشكالاته، فالكتاب فيه إشكالات في الأسانيد والمتون، ولا شك أنها لا تقتضي ضعفًا أو طعنًا في الكتاب، لكن يصعب ويعسر فهمها على الطلاب، وليس مردُّها إلى خلل في الكتاب، بل إلى قوَّة في الكتاب، بحيث يعسر ويصعب فهمه على كثير من المتعلِّمين، فهذا بحاجة إلى مَن يتصدَّى لبيانها وإيضاحها لهم.