أولًا: التصوير المُجسَّم محلُّ إجماع بين أهل العلم في تحريمه، ولُعب البنات في العصور السابقة إلى وقتٍ قريبٍ هي كما ذكره أهل العلم في شروح الأحاديث، وهي أنها: عبارة عن وساد كبير، في أعلاه وساد صغير بمثابة الرأس، لكن ليس فيه لا أذن، ولا عين، ولا أنف، ولا فم، ولا يد، ولا شيء، فليس فيه غير هذا، وتتَّخذه البنات للتمرين على تربية الأولاد. أما الصور المُجسَّمة والمصوَّرة تصويرًا دقيقًا، وفيها من المضاهاة الشيء الكبير، ويُؤتى بها على أنها من لُعب الأطفال، وفيها مَن إذا أُضجِعتْ أَغمَضتْ عينيها، وإذا أُجلِستْ فتحتْ العينين، وإذا صُفِّق لها رقصتْ، وتدور وتُغنِّي، ومعها بيدها مُكبِّر صوت، وبعضها يأخذ الأشياء، وينفث في الهواء، المقصود أن هذه مضاهاة لا تجوز معها بحال، وتدخل في التصوير المُجسَّم المجمع على تحريمه، وقد أراني بعضُ الإخوان بعضَ الصور، وهي صور فاتنة تفتن الرائي، وقيل: إنه وُجد من الأحجام الكبيرة من هذا النوع ما اكتفى به بعضُ الفُسَّاق، وصار وسيلة إلى هذا الشَّر. فإذا وُجد أفلام في القنوات تُعلِّم الرذيلة على أمور لا تَحتمل، وقد ضُبط شخص يفعل بدجاجة، وليس هذا بخيال، بل هو واقع، ثم تبيَّن أن هذا الأمر معروض في بعض القنوات، وأن الدجاج لهنَّ هُواة، فكيف بهذه الصور المُجسَّمة؟!
المقصود أن مثل هذا يفتح باب شر، وهو من المُجسَّم المجمع على تحريمه في نظري. وأما لُعب البنات التي يتمرَّن عليها البنات في تربية الأطفال؛ فهي كما ذكرنا: عبارة عن وساد كبير، في رأسه وساد صغير، وحينئذٍ تكون كاللُّعبة، وهذا موجود إلى وقت قريب، وليس فيه من التصوير شيء، فالوجه خالٍ. أما الآن؛ فهناك التصوير الدقيق، وهناك الملابس التي يلبسها بنو آدم، تُلبَّس هذه الصور، وتأتي مطابقة لمقاساتها، فمثل هذه لا يُشكُّ في تحريمها.