في قوله صلى الله عليه وسلم: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» [البخاري (6416)] «أو» هذه ليست للشك، وإنما هي للتخيير والإباحة، فأنت مخير بين أن تكون في هذه الدنيا غريبًا، أو تكون عابر سبيل. وكذلك تأتي «أو» للإضراب، فتكون بمعنى بل، يقول ابن حجر: «والأحسن أن تكون بمعنى بل» [فتح الباري (11/234)]، فيكون معنى الحديث: كن في الدنيا كأنك غريب، ثم أضرب عن الكلام الأول، فقال: بل كن فيها أشد من ذلك كأنك عابر سبيل.