تحويل الإسناد في الكتب الحديثية المسندة من إسناد إلى آخر بأن يذكر المصنفُ شيخَه، ثم من يروي عنه، ثم يقول: ح وحدثنا فلان، الغرض منه الاختصار، فلا يحتاج إلى ذكر الإسناد الأول كاملًا والثاني كاملًا، وبإمكانه أن يَقتصر على أول الإسناد الأول إلى نقطة الالتقاء في الإسنادين، ثم يذكر الشيخ الذي يجتمعون فيه، ويفصل بين ذلك بقوله: (ح) التي هي حاء التحويل من إسناد إلى آخر، وهي كثيرة في (صحيح مسلم)، قليلة في (صحيح البخاري)، مع أن البخاري يذكرها في مواضع كثيرة لا يُستفاد منها الاختصار في الأسانيد؛ لأنه يذكرها بعد ذكر الإسناد الكامل، فبعد ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: (ح)، ومسلم يذكرها بعد شيخه وشيخ شيخه ثم يقول: ح وحدثنا فلان عن فلان، ثم يذكر نقطة الالتقاء بينهما، ثم يجتمعان في شيخ واحد، فمسلم يُستفاد من صنيعه الاختصار في الأسانيد، لكن البخاري إذا ذكر الإسناد كاملًا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم قال: (ح)، فإنه لا يُستفاد منه إلا أنه اكتفى بالمتن المقرون بالإسناد الثاني عن ذكره مقرونًا بالإسناد الأول، وأما اختصار الأسانيد فلا يُستفاد منه، هذا في الكثير الغالب عند الإمام البخاري، ولذلك يَرى بعضهم أن الحاء في هذا الموضع عند الإمام البخاري أصلها (خ)، التي هي رمز الإمام، يعني رجع الإسناد إلى المؤلف الذي هو البخاري، واصطلاح المغاربة أنها إشارة إلى الحديث؛ لأنها اختصار من لفظ (الحديث)، وعلى كل حال استعماله في (البخاري) قليل جدًّا، واستعماله في (مسلم) كثير، ويستعمله في الحديث الواحد في مواضع مرتين أو ثلاثًا أحيانًا، وهو في (صحيح مسلم) يفيد الاختصار الذي ذكرناه، والله أعلم.
السؤال
ما هو الغرض من تحويل الإسناد؟
الجواب