مفتاح طلب علم الحديث سواء كان في متونه أو أسانيده أو ما يعين على تصحيحه وتضعيفه من علوم الحديث أن يبدأ بطلبه على منهج أهل العلم وطريقتهم وجادّتهم، فيبدأ بالمتون الصغيرة المؤلفة لصغار الطلاب، فيحفظ (الأربعين)، ويحفظ معها (البيقونية) مثلًا، ثم بعد ذلك يرتقي إلى حفظ (العمدة) و(النخبة)، ثم بعد ذلك يرتقي إلى حفظ (البلوغ) أو (المحرر) أو يجمع بين الكتابين، ويقرأ معهما (اختصار علوم الحديث) للحافظ ابن كثير، ثم بعد ذلك يرتقي إلى ما يُقرأ في الطبقة الرابعة مما زاد على ذلك من (المنتقى) والكتب المسندة من الصحيحين والسنن وغيرها، ومع ذلك يطالع في (ألفية العراقي) ويحفظ ما يحتاج إلى حفظه من الأبيات، ويراجع على ذلك الشروح، ويسمع ما سُجل على هذه الكتب من الشروح، ويزاول مع ذلك التخريج ودراسة الأسانيد من خلال كتب الجرح والتعديل، وقواعد التجريح والتعديل، وإذا تدرّج وأكثر من المران فإنه ينتفع كثيرًا، وليحرص على الحفظ، وإذا تعسَّر الفهم على الطالب فإنه يُكثر من سؤال أهل العلم؛ ليفتحوا له ما أغلق بإذن الله تعالى، ويكثر من مداومة النظر في الشروح، ويدعو الله -جل وعلا- ويصدق اللجأ إليه، ويخلص في عمله ويعان حينئذٍ، والله أعلم.
السؤال
ما مفتاح طلب علم الحديث؟ وإذا تعسَّر الفهم على الطالب فماذا يلتزم من فعل أو قول يفتح له باب طلب الحديث؟
الجواب