هو يُخبر –عليه السلام- أنه لم يشقَ بدعاء الله –جلَّ وعلا-، بل كانت الإجابة حاصلة، وما شقي بدعوةٍ قط؛ ولذلك قال: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم: 4].
يقول الشوكاني في (فتح القدير): (قال العلماء: يُستحب للمرء أن يجمع في دعائه بين الخضوع وذِكر نِعم الله عليه كما فعل زكريا هاهنا، فإن في قوله: {وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} -خضوع هذا- {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} غاية الخضوع والتذلل وإظهار الضعف والقصور عن نيل مطالبه وبلوغ مآربه، وفي قوله: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} ذِكر ما عوَّده الله من الإنعام عليه بإجابة أدعيته).
وفي (تفسير ابن كثير): (في قوله: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي: ولم أعهد منك إلَّا الإجابة في الدعاء، ولم تردَّني قط فيما سألتُك)، اعتراف بضعفه، واعترافٌ بنعم الله –جلَّ وعلا- عليه، وهذه من أسباب الإجابة، والله أعلم.