في قوله -جل علا- في وصف حال الظالمين يوم القيامة: {مُهْطِعِينَ} يعني: مسرعين، {مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ} يعني: رافعي رؤوسهم، والإقناع هو رفع الرأس، بخلاف التصويب الذي هو خفضه، ولذا جاء في وصفه -صلى الله عليه وسلم- حال الركوع «غيرَ مُقنِع رأسَه» [أبو داود: 730 - 731]، وفي رواية: «لم يُشْخِص رأسه، ولم يُصوِّبه» [مسلم: 498]، فالإقناع هو: رفع الرأس، والتصويب هو: خفضه، ولذا جاء فيما يقال عند نزول المطر: «اللهم صيِّبًا نافعًا» [البخاري: 1032]؛ لأنه يَصُوب في الأرض وينزل فيها. {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} يعني: أبصارهم شاخصة، يديمون النظر لا يطرفون لحظةً؛ لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما يحل بهم، عياذًا بالله -جل علا-، ولذا قال: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} يعني: فارغة خالية خاوية ليس فيها شيء؛ لكثرة الفزع والوجل والخوف، والله أعلم.
السؤال
ما معنى قول الله تعالى عندما وصف حال الظالمين يوم القيامة: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 43]؟
الجواب