اللمز جاء ذمه والنهي عنه في هذه الآية، وفي قوله -جل علا-: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1]، والويل كلمة عذاب، وقيل عنها: إنها وادٍ في جهنم -نسأل الله العافية-، فالأمر في ذلك شديد. واللَّمز هو: العيب والطعن، سواء كان بالفعل أم بالقول، فيلمز بلسانه، أو يلمز بعينه، أو يلمز بقوله، فعلى كل حال المسلم منهيٌّ عن ذلك، ولا يجوز أن يعيب غيره، ولا يطعن في أخيه المسلم.
{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} يقول البغوي: (التنابز: التفاعل من النبز، وهو اللَّقب، وهو أن يُدعى الإنسان بغير ما سُمِّي به، قال عكرمة: هو قول الرجل للرجل: يا فاسق، يا منافق، يا كافر. وقال الحسن: كان اليهودي والنصراني يُسْلِم فيقال له بعد إسلامه: يا يهودي، يا نصراني، فنُهوا عن ذلك. قال عطاء: هو أن تقول لأخيك: يا كلب، يا حمار، يا خنزير)، وكلُّ هذه أمثلة، حتى لو وجد مسلم قد قارف معصيةً ثم تاب منها فإنه لا يجوز نبزه ولا لمزه بها ولا تعييره بها، ويُخشى على الذي يفعل ذلك أن يُبتلى بمقارفة مثل هذا الذنب كما جاء في الأثر.