الفراغ نعمة، وفي الصحيح مرفوعًا: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» [البخاري (6412)]، هل الصحيح مغبون، والفارغ مغبون؟ نعم، مغبونان إذا أضاعا الصحة والفراغ في غير ما يرضي الله -جل وعلا-.
فإذا كان الذي يبيع السلعة بنصف قيمتها مغبون في عرف الناس، فكيف بمن يبيع نفسَه بدون مقابل؟! والنفَس هو الساعات التي تعيشها، فإذا فرطت فيها فأنت مغبون.
والناس الآن يعيشون -ولله الحمد- في رغد من العيش، وكثير منهم فارغ أكثر من نصف وقته، تمر عليه خمس ساعات أو أكثر أو أقل وهو جالس إما بملحق بيته أو في استراحة واضعًا رجلًا على أخرى، يقلب قنوات تلفازه، أو الجوال، أو صفحات الجرائد فارغًا عاطلًا من عمل الآخرة، فهذا لا يستحق أن يسمى عمرًا، فالموت والحال هذه أفضل منه!
وهذا فيمن ضيعه فارغًا عاطلًا من خير الآخرة، فكيف بمن ضيعه في محرمات -نسأل الله السلامة والعافية-؟