من أكل بعد طلوع الفجر ظانًّا أن الفجر لم يطلع فالأصل بقاء الليل، وصومه صحيح، لكن ظنه بأن الفجر لم يطلع لا بد له من مستند، أما إذا كان مفرطًا، كأن ينام في مكان مظلم، وتحت المكيف، ولا يسمع شيئًا، ثم انتبه واستيقظ وأكل، فهذا تفريط منه؛ لأنه كان عليه إذا استيقظ أن يتثبت، ويسأل قبل أن يأكل: هل طلع الفجر أو لم يطلع؟ فهذا مفرط وعليه القضاء حينئذ، أما إذا بذل الأسباب واستيقظ ونظر في الأفق، وسأل من حوله، وغلب على ظنه أن الفجر لم يطلع وأكل ثم تبين له خطأُ ظنِّه فصومه صحيح.
وهذه المسألة مهمة للغاية، فكثير من الناس يفرط فيها، تراه يستيقظ بعد الأذان بربع ساعة أو بنصف ساعة مثلًا، ويسمع الإقامة ثم يأكل، محتجًّا بالأصل بقاء الليل، وهذا غير صحيح، لو قلنا بمثل هذا كان بإمكان أي أحد أن ينام في قبو أو مكان مظلم خالٍ عن الضياء، ومتى استيقظ أكل وقال: الأصل بقاء الليل!