ورد في النفخ في الصور قوله تعالى: {وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ} [النمل: 87]، وهذه يقال لها: نفخة الفزع، وقوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ} [الزمر: 68]، وهذه يقال لها: نفخة الصعق، وقوله سبحانه تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [الزمر: 68]، وهذه نفخة للقيام. فهل هي ثلاث نفخات أو نفختان؟ خلاف بين أهل العلم، فهاتان الآيتان تدلان على أنها ثلاث نفخات وهي نفخة للفزع ونفخة للصعق ونفخة للقيامة، ومن ذهب إلى أنهما نفختان فقط قال: إن الفزع في بداية النفخة الأولى والصعق في نهايتها؛ لأن مدة النفخ تطول، فيفزعون في أول الأمر ثم يصعقون، فهي نفخة واحدة، ومنهم من قال: هما نفختان ولم يفصل.
وهذا الخلاف في النفخة الأولى، أما النفخة الثانية فلا خلاف فيها {فَإِذَا هُمۡ قِيَامٌ يَنظُرُونَ} [الزمر: 68].