الشرك الخفي وهو الرياء، وهو مراءاة الغَيْرِ بعمل الخير، كأن يطيل أحدٌ صلاتَه، ويسْكُنَ فيها، ويخشَعَ في قراءته؛ لما يرى من نظر غيره إليه، هذا نوع من أنواع الشرك - نسأل الله العافية -، وهو في هذه الأمة أخْفَى مِن دَبِيبِ النمل؛ ولذا جاء في الخبر: «اللهم إني أعوذ بك أنْ أشْرِكَ بك وأنا أَعْلَمُ، وأستغفرك لِما لا أعلم» [البخاري في الأدب المفرد (716)]، وهذه كفَّارته فيما يخشى المرْءُ أنه وقَعَ فيه؛ لأنه خفيٌّ، والشيطانُ حريصٌ على إحباط أعمال الإنسان، والرياءُ إذا خالط العملَ الصالحَ إن لم يُبطلْه ويُحبطْه نقَصَ ثوابَه، فالرياء إن قارن العملَ من أوَّله إلى آخره، فإنه يبطل العمل حينئذ، وإن طرأ على المصلي أو الصائم أو الحاجِّ أو غيرهم في جزءٍ من عمله، ثم قاومه فإنه لا يضره - إن شاء الله -، فهذا الشرك مع دقَّتِه وخفائِه يجب على المسلم أن يلاحظه، وأن يراقِبَ قلبه؛ فلا يجعله يشرد يمينًا أو شمالًا، بل عليه أن يخلص العبادة لله - سبحانه وتعالى -.