النية لا تحتاج إلى نية؛ لأنه يلزم على اشتراط النية فيها التسلسل، وهذا تسلسل في الماضي وهو ممنوع؛ لأننا نقول: النية تحتاج إلى نية، والنية التي قبلها تحتاج إلى نية، والتي قبلها تحتاج إلى نية، وهكذا، لكن التسلسل في المستقبل لا مانع منه، ومثاله: الشكر، فإذا وجِدَتْ نعمة تشكر الله عليها، وتوفيقك لهذا الشكر نعمة أخرى تشكر الله عليها، وتوفيقك للشكر الثاني نعمة ثالثة تشكر الله عليها، وهكذا، وهذا تسلسل مطلوب؛ لأنه في المستقبل، بخلاف التسلسل في الماضي، وهذه المسألة تُبحث في تسلسل الحوادث، وهي مذكورة في كلام شيخ الإسلام وغيره، فمنهم من يمنع التسلسل مطلقًا وعليه يجري قول المعتزلة بفناء الجنة والنار، ومنهم من يمنعه في الماضي دون المستقبل، ومنهم من يجيزه في الماضي والمستقبل، وهي معروفة ومبحوثة في كتب العقائد.