جاء في الحديث الصحيح «أن من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» [مسلم: 656] (فكأنما) هذا تشبيه، والتشبيه لا يلزم منه أن يكون المشبَه مساويًا للمشبَه به من كل وجه، بدليل أن قراءة سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، فمن قرأها ثلاثًا كمن قرأ القرآن كاملًا، وليس معنى هذا أنها في أجر من قرأ القرآن كاملاً، نعم من وجه تعتبر ثلث القرآن باعتبار أنها مشتملة على التوحيد، والتوحيد ثلث ما في الكتاب من المطالب؛ لأن القرآن عقائد، وأوامر ونواهي، ومواعظ وقصص وأخبار، هذا توجيه أهل العلم، فالتشبيه من وجه لا يعني التشبيه من كل الوجوه كما جاء في تشبيه رؤية الباري -عزَّ وجل- برؤية القمر ليلة البدر.