القدرية نفوا علم الله السابق، ونفوا مراتب القدر كلها، فلا شك في كفرهم؛ لأن من أنكر علم الله كفر كما قال أهل العلم، لكن هذا النوع من القدرية انقرضوا كما ذكر العلماء، فصار النفاة ينفون المشيئة والإيجاد والتكوين، فيقرون بالمرتبتين الأولى والثانية، وهما العلم، والكتابة، وينفون الثالثة والرابعة، وهما المشيئة، والإيجاد والتكوين.
فهؤلاء أثبتوا مع الله -جل وعلا- خالقاً، وهذا معتقد المعتزلة الذين زعموا أن العبد يخلق فعله، وأن الله -جل وعلا- لا يوجِد هذا الفعل، كما أنه –سبحانه- لم يشأه، إذ لو شاءه لكان ظالماً لهم.