القسطلاني –رحمه الله- أراد ضبط (صحيح البخاري) فوقف على فرع اليونينية فقابل عليه (الصحيح) ست عشرة مرة حتى ضبطه وأتقنه، ثم وجد المجلد الثاني من الأصل (اليونينية) يباع فاشتراه فقابل عليه، فما وجد فرقاً بين الأصل والفرع، ولذا كثيراً ما يقول: (كذا في فرع اليونينية كهي)، وهذا مما يستشكله بعض الطلاب وهو في الحقيقة غير مشكل، لأنه كتب الشرح قبل أن يقف على الأصل، فاضطر أن يقول: (كذا في فرع اليونينية) فلما وقف على الأصل علق بقوله: (كهي)، لكن قد يقول قائل: لماذا لم يحذف كلمة (فرع) لتصبح العبارة (كذا في اليونينية) ما دام أن الأصل موجود والعلو مطلوب؟ نقول: هو اعتنى بالفرع، فلا يمكن أن يهمل ما اعتنى به.