من المباحث المهمة لطالب العلم مبحث المتفق والمفترق، وهو أن يتفق في الخط واللفظ، ويفترق في الذات والحقيقة، فمثلاً: تجد ستة أشخاص كلهم الخليل بن أحمد، لكن كل واحد يختلف عن الثاني، فإذا مر بك الخليل بن أحمد في علم من العلوم وترجمت له على أنه الخليل بن أحمد صاحب العروض وقعت في إشكال، فكل اسم ينبغي أن يُستدل به على فنه، فإذا كانت المسألة في تعريف لغوي، وجاء فيها: وقال الليث: كذا، فذهب الطالب وترجم لليث بن سعد الإمام، فليس بصحيح، بل كل إنسان له فن، وكتب اللغة تنقل عن الليث بن المظفر، فيقبح بطالب العلم أن ينتقل ذهنه من هذا إلى هذا، وقد يتكايس ويأتي بتعبير يدل على شيء من التحري، يقول: إن لم يكن ابن سعد فلا أدري من هو؟ نقول: ابحث واعرف، واقدر الأمور قدرها، ومايز بينها. كذلك يأتي في سياق كلام لغوي مثلاً: قال أبو حاتم، فيذهب ويترجم لأبي حاتم الرازي! وكذلك في العلل يأتي مثلًا: قال أبو حاتم: منكر. فيترجم لأبي حاتم السجستاني! وأبو حاتم الرازي غير أبي حاتم السجستاني. فهذه الأمور لا بد من أن يتنبه لها طالب العلم، ويراجع عليها الكتب؛ لئلا يقع في المضحكات.