في الحديثِ: «وإن العبدَ ليعمل بعملِ أهلِ الجنةِ» - وفي رواية: «فيما يبدو للناس» [البخاري (6493)، ومسلم (112)]- «حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذِراع، فيسبق عليه الكتابُ فيعمل بعملِ أهلِ النَّار فيدخُلها» [البخاري (6594)، ومسلم (2643)] نسأل الله جل جلاله السلامة والعافية.
فالثَّبات والتَّثبيت إنما هو من الله جل جلاله، والأمر يحتاج إلى أن يكون طلب التَّثبيت ديدنًا للمسلم، فحسنُ الخاتمة أو سوؤها أمرٌ مقلقٌ للإنسان، والسَّلف كانوا يخافون من هذا أشدَّ الخوفِ؛ ولذلك ما عُرف عنهم أنهم حملوا المطلقَ على المقيدِ في الحديثِ السابق: «وإن أحدَكم ليعمل بعملِ أهلِ الجنةِ فيما يبدو للنَّاس...»، بل كلُّهم كانوا خائفين وجِلين من سوءِ العاقبةِ والخاتمةِ؛ لئلا يتراخَوا في العملِ وصدقِ الالتجاءِ إلى الله جل جلاله.