للصائم فرحتان: دنيوية وأخروية، قال صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره» [البخاري (1904)، ومسلم (163-1151)]، وكل صائم يدرك الفرحة الدنيوية بنفسه. ولولا هذا النص، مع ما جبل عليه الإنسان من تشوفه للفطر إذا حان أذان المغرب، لقلنا: إن هذا الفرح فرح بالفراغ من العبادة، والفرح بالخروج من العبادة لا يحمد، لكن بما أنه ثبت في الشرع أن الصائم له فرح محمود، فليوجه هذا الفرح بأنه فرح باستكمال هذه العبادة، وهو فرح بفضل الله عليه بأن أعانه على إتمام يومه، من غير أن يعرض له شيء يضطره إلى الفطر.
«وفرحة عند لقاء ربه» هذه هي الفرحة الثانية، وهي الفرح عندما يرى ما وعد الله به عباده الصائمين، وفي الجنة باب يقال له: الريان لا يدخل منه إلا الصائمون [البخاري (1896)، ومسلم (1152)]، ومثل هذا لا شك أنه يبعث على الفرح، ويحث على العمل.