الفراغ من نعم الله -جل وعلا- على الإنسان، وكثير من الناس مغبون في هذه النعمة، بحيث تضيع أوقاته سدى ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))، فالعاقل الذي عرف حقيقة هذه الدنيا، وعرف حقيقة عمر الإنسان، وأنه دقائق وثوان تتصرم شيئًا فشيئًا إلى أن يقال: فلان مات، فماذا قدم في هذه الدقائق وهذه الثواني؟ غراس الجنة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، لا يكلفه شيئًا، كل جملة سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر شجرة في الجنة، هذا بدلاً من أن تمكث السنين في انتظار شجرة من شجر الدنيا لتثمر ثم قد تثمر وقد لا تثمر، فسبحان الله تعدل شجرة، هذا لا يكلف شيئًا، لكن كثير من الناس مغبون تضيع هذه الأوقات دون أن يستغلها فيما يرضي الله ويقربه إليه، طالب العلم عليه أن يرتب هذا الوقت من صلاة الفجر إلى قدوم النوم في المساء، يقسم هذا الوقت على حسب الفنون والعلوم، ويحفظ ما يستطيع حفظه ويقرأ من الكتب ما يستطيع، ويحضر من الدروس ما يقدر عليه، ويضيف إلى ذلك الأعمال الأخرى من نوافل الصيام والصلاة والصدقة والبر والصلة وعيادة المرضى، وتشييع الجنائز وغير ذلك، والموفق من وفقه الله -جل وعلا- لاستغلال وقته.