في الحديث: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) ومقتضى ذلك أن تأخذ الأهبة للغربة والسبيل الذي ينتظرك، فتأهب لما أمامك، والدنيا سفر يقطع منه الإنسان في كل يوم مرحلة تقربه إلى الدار الحقيقية، الدار الآخرة.
كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح". ومن لازم تقصير الأمل المبادرة بكل ما يستطيع المبادرة به. ويقول ابن عمر: "وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء" بخلاف حال كثير من الناس الذين آمالهم تطول فتجد الإنسان وهو طالب يخطط لما بعد التقاعد، وما يدري هل يقوم من مجلسه أو لا يقوم، وكم من شخص عَمّر وشيد وأسس ولا سكن، وأكثر من قضية يتزوج وفي صباح الغد وهو يتناول الإفطار مع عرسه يموت بين يديها أو تموت بين يديه، وموت الفجأة يكثر، وبسبب حوادث السيارات التي تخترم الناس وهم في عنفوان الشباب، أمور مهولة، فعلى الإنسان أن يهتم لهذا الأمر "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح".